قال وزير الخارجية المصري رئيس مؤتمر المناخ (كوب 27) سامح شكري إنه علينا في الوقت الحالي إبداء المرونة من أجل إرضاء الأطراف في قضية المناخ، والوصول إلى الأساس الذي يمكن البناء عليه للوصول إلى المواقف التي يريدها الجميع من أجل حماية كوكب الأرض من التغيرات المناخية. وأوضح شكري خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم (السبت) خلال ختام فعاليات قمة المناخ المقامة في مدينة شرم الشيخ أن هناك مواقف متناقضة تعيق الإجماع على قضايا المناخ، مناشدا مختلف الأطراف الوصول إلى إجماع، لمعالجة التحديات الخاصة بتغير المناخ الذي يؤثر على الملايين، مستشهدا بالفيضانات والحرائق التي أودت بحياة العديد من الأشخاص. ويشهد ختام قمة المناخ انقسامات عميقة بين الأطراف المشاركة حول المساعدات النقدية المرجوة لمساعدة البلدان الفقيرة، بهدف التكيف مع الآثار الناجمة عن التغير المناخي، كما تعد فكرة خفض استخدام الوقود الأحفوري بكل أشكاله للحد من ارتفاع درجات الحرارة حول العالم موضع انقسام عميق، لكونه أمرا سيضع الدول النامية تحت ضغوطات بشأن التعامل مع تأثيرات التغيرات المناخية، خصوصا أن «صافي الصفر بحلول عام 2050» يتطلب قفزات هائلة في ابتكار الطاقة النظيفة، وتعاونا دوليا غير مسبوق في مجال الابتكار والاستثمار. ومن جانبه، عزا رئيس حزب الجيل أحد المشاركين في قمة المناخ ناجي الشهابي تأخر إعلان توصيات المؤتمر إلى وجود خلافات شديدة لرفض دول الشمال، خصوصا الدول الأوروبية وأمريكا وكندا، الالتزام بتعهداتها المالية خلال قمة باريس، التي تصل إلى 100 مليار دولار بأسعار عام 2015، ولم يتم تنفيذ أي منها حتى الآن، مؤكداً أن تلك الدول الكبرى لا تريد تعهدات مكتوبة، نافيا تأجيل المؤتمر إلى غد (الأحد)، مشدداً على أن قمة شرم الشيخ هي «قمة التنفيذ» وهو شعار القمة. وأضاف الشهابي ل«عكاظ» أنه في مؤتمر شرم الشيخ، الذي شارك فيه أكثر من 190 دولة من قادة الدول والحكومات، لم يتم الاتفاق على المسائل العالقة وعلى رأسها الحد بشكل عاجل من التغيرات المناخية الخطيرة وأثرها على كوكب الأرض، وهو أمر تشعر حياله الدول النامية بالقلق، مشيراً إلى تصريح وزير الخارجية سامح شكري بأن الوقت تأخر ويجب على الدول التحرك سريعًا، الهدف منه الوصول إلى مواجهة سريعة للتغيرات المناخية. يذكر أن مؤتمر المناخ «كوب 27» للأمم المتحدة انطلق في مدينة شرم الشيخ يوم 6 نوفمبر الجاري، وكان من المقرر انتهاء أعماله أمس (الجمعة) إلا أن مصر بصفتها المشرفة على تلك الدورة أجلت التوصيات إلى اليوم (السبت) لإيجاد حلول عالقة لبعض القضايا، وجرت العادة في المفاوضات الخاصة بمؤتمرات المناخ في جميع النسخ السابقة اشتراط موافقة جميع الدول المشاركة في الاتفاقية على التوصيات النهائية الخاصة بمؤتمرات المناخ، وفي حال اعتراض أي دولة على أي توصية من التوصيات المستهدفة لا يمكن إقرار التوصيات إلا بموافقتها. وكان مصدر أوروبي أكد لوكالة فرانس برس التوصل إلى اتفاق حول مسألة الخسائر والأضرار المناخية التي تكبدتها الدول الفقيرة، خلال مؤتمر الأطراف حول المناخ «كوب 27» المنعقد في مصر، موضحاً أنه تم التوصل إلى اتفاق حول إنشاء صندوق خاص مكرس للخسائر والأضرار، يوجه الأموال إلى أكثر الدول ضعفا إزاء التغير المناخي. ونشرت منظمة الأممالمتحدة المعنية بالمناخ مسودة أحدث مقترح لاتفاق لمعالجة قضية الخسائر والأضرار، مؤكدة أن القمة ستتفق على إنشاء صندوق جديد لمساعدة الدول في تحمل تكلفة الأضرار المناخية. وتحتاج المسودة للحصول على موافقة الدول المشاركة في قمة «كوب 27» بمصر والبالغ عددها نحو 200 دولة، لكن هيمنت دعوة الدول النامية إلى إنشاء صندوق الأضرار المناخية على مفاوضات الأممالمتحدة خلال الأسبوعين الماضيين دفع القمة للاستمرار بعد موعد انتهائها الأصلي الذي كان مقررا (الجمعة) في ظل مواجهة الدول صعوبة في التوصل لاتفاق.