تحولت مدينة شرم الشيخ المصرية التي ستستضيف قمة المناخ المعروفة اختصارا ب "كوب 27" اليوم الاثنين؛ والتي توصف ب "كوب أفريقيا" إلى مدينة ساحلية خضراء صديقة للبيئة لمناقشة تداعيات ظاهرة التغير المناخي؛ والتي وصفها الأمين العام للأمم المتحدة غوتيريتش بصراع "حياة أو موت". ومن المتوقع أن يرأس وفد المملكة في قمة المناخ سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وستقدم المملكة خلال مشاركتها في قمة المناخ رؤيتها حيال التغير المناخي، وعززت المملكة من دورها الريادي تجاه القضايا الدولية المشتركة، والإسهام في حماية كوكب الأرض، ونتج عن ذلك إصدار إعلان خاص حول البيئة لضمان مستقبل مستدام يحد من التدهور البيئي والحفاظ على التنوع الحيوي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية وإصلاحها، والمحافظة على المحيطات، وتشجيع توفر الهواء والماء النظيفين، والتعامل مع الكوارث الطبيعية والظواهر المناخية الشديدة، ومعالجة التغيّر المناخي، وتتجه المملكة إلى التوسع في مشروعات الطاقة النظيفة، بهدف مكافحة تغير المناخ، ومن بينها إنتاج الهيدروجين، بجانب إنشاء مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة. وتلتقي قرابة 200 دولة بقمة الأممالمتحدة للمناخ "كوب 27" (COP27)، في محاولة لإعطاء دفعة جديدة لمكافحة التغير المناخي، وذلك في ظل دعوات لالتزام الدول الكبرى بأهداف تقليص الانبعاثات ومساعدة الدول الصغيرة على مواجهة تداعيات تغير المناخ، وبعد افتتاح قمة المناخ يلتقي أكثر من 120 من قادة الدول والحكومات يومي الاثنين والثلاثاء في قمة منشآتها إعطاء دفع لهذه المفاوضات التي تستمر أسبوعين. ويغيب عن القمة الرئيس الصيني شي جين بينغ، في حين يحضرها الرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أن النضال من أجل المناخ "بات مسألة حياة أو موت لأمننا اليوم ولبقائنا غدا". وقال غوتيريش إن مؤتمر الأطراف ال27 للأمم المتحدة حول المناخ (كوب 27) "يجب أن يرسي أسس تحرك مناخي أسرع وأكثر جرأة في الوقت الحالي، وخلال العقد الحالي الذي سيحدد خلاله ما إذا كان النضال من أجل المناخ سيكون رابحا أو خاسرا"، مؤكداً بأنه "حان الوقت لاتفاق تاريخي بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة، اتفاق تفي فيه الدول المتقدمة بالالتزامات التي تعهدت بها في باريس، وتبذل جهدا إضافيا لتقليص الانبعاثات بما يتماشى مع هدف 1.5 درجة" وفي أعقاب الفيضانات المدمرة التي اجتاحت باكستان مؤخرا وأيضا موجات الحر والجفاف غير المسبوقة التي ضربت العديد من دول العالم، فإنه من المقرر أن تدور المفاوضات خلال قمة المناخ في شرم الشيخ المصرية حيال قضايا تتعلق "بالخسائر والأضرار" وهي الفكرة التي طُرحت لأول مرة خلال قمة المناخ عام 2013 في بولندا لتعويض الدول الفقيرة والنامية الأكثر عرضة لمخاطر ظاهرة التغير المناخي. وستكون قمة "كوب 27" المناخية الأولى منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا والتي تسببت في أزمة طاقة عصفت بدول العالم، وسلطت أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب الضوء على الحاجة إلى الانتقال إلى الطاقة المتجددةُ، وتصدرت قضية إنهاء استخدام الوقود الأحفوري قمة المناخ الماضية في غلاسكو فيما خرجت عن القمة تعهدات من أكثر من 30 دولة بإنهاء الدعم العام المباشر "لقطاع الوقود الأحفوري بلا هوادة على المستوى الدولي بحلول نهاية عام 2022" وهو التعهد الذي يُقدر بنحو 24 مليار دولار سنويا.