في العهد السعودي الحديث؛ ارتفعت خدمات القطاعين العام والخاص، وحتى غير الربحي، ولمس المواطن والمقيم ذلك التحسّن الملحوظ، خصوصاً التحول إلى «الرقمنة» باستثمار التقنية لتسهيل الإجراءات واختصار الوقت. ذلك يشعرنا بالفخر بتجاوزنا الكثير من الدول، إلا أن الخدمات البلدية للأسف لم ترتق للتطلعات والطموحات لينعم المواطن بجودة الحياة التي تسعى «رؤية 2030» لتحقيقها. وإحقاقاً للحق هناك تطور ملحوظ في استخدام المنصات الرقمية كتطبيق بلدي وإصدار الرخص البلدية، ومع ذلك لم يسهم بشكل مباشر في تحسُّن الخدمات؛ النظافة، والسفلتة، والترصيف، والتشجير، ومكافحة الحشرات.. لا ندري حقيقة عدم مجاراة الأمانات والبلديات بقية القطاعات الحكومية؛ فهل المشكلة تكمن في فكر القائمين عليها أم في الأنظمة والإجراءات؟ في هذه العجالة أطرح بعضاً من الملاحظات على تلك الخدمات البلدية: أولاً: إنارة الشوارع؛ استمرار الأعطال في إضاءة الشوارع لمدد طويلة مع عدم وجود آليات لتقليل فترات الإصلاح أو حتى تلافيها واستخدام تقنيات أفضل. ثانياً: النظافة؛ ما زال الاعتماد على الحاويات المكشوفة في تجميع القمائم ولم تستخدم أي آليات جديدة للتطوير مثل استخدام المكابس في المنازل وتجميعها بشكل مباشر من المنازل ثالثاً: التشجير؛ تفتقر العديد من الشوارع للتشجير، والتي تحتوي على أشجار بحاجة إلى تهذيب أو تغيير أنواعها إلى أنواع تستهلك كمية أقل من المياه. رابعاً: السفلتة والترصيف؛ لا زالت هناك أحياء وشوارع تفتقد إلى السلفتة أو وجود أرصفة، وإن وجدت تفتقد إلى الجودة، ولا بد من تغير بعض المقاولين أو المواد الخام المستخدمة في الشوارع المسفلتة أو الأرصفة. خامساً: مكافحة القوارص والحشرات؛ هناك جهود لمكافحة حمى الضنك، ولكن لا توجد جهود ملموسة لمكافحة الفئران والقوارص والغربان. سادساً: تعثر المشاريع؛ فبعض المشاريع تستغرق سنوات، ويُقترح مراجعة أسباب ذلك ووضع غرامات كبيرة جداً في حالة التأخير. الأمر الآخر؛ بعض الأمانات والبلديات تفتقد للاحترافية في سماع صوت المواطن والتفاعل معه وتحقيق تطلعاته، فرغم وجود متحدثين إعلاميين لها إلا أنهم لا يردون على تساؤلاتهم ولا يلقون لها بالاً، لذلك اقترح على معالي الوزير أن يوجه المسؤولين في الأمانات والبلديات إلى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في تطوير الخدمات والمنتجات، وأن يغيروا من طريقة تفكيرهم ليواكبوا التطور الحاصل في بقية قطاعات الدولة. أخيراً.. شكراً معالي الوزير على سعة صدركم في تقبل الأفكار المطروحة من مواطن غيور، محب لوطنه، عاشق لمدينته جدة، حالما بأن تكون عروساً بالفعل للبحر الأحمر.