ما زالت الآراء الإعلامية عن تشكيلة المنتخب السعودي وعن طول فترة الإعداد قبل كأس العالم لا تتناسب مع فكرة المنتخب بشكلٍ عام وعن الحالة الخاصة لمنتخبنا بشكلٍ خاص. فللأسف حديث الأغلب عبارة عن جهل فني ونفسي لحالة اللاعب السعودي وتنافسيته ببطولة كأس العالم، فيتم قياس طريقة الإعداد مُجملًا بالقياس العام للمنتخبات الكبيرة أو على أقل تقدير للذين لديهم لاعبون في الدوريات الأوروبية، دون الاهتمام بالفوارق البدنية والفنية والنفسية بين لاعبينا ولاعبي المنتخبات المشاركة. ما تم ذكره عن المدرب واختياراته، وعن الطرقة المناسبة لوضع التشكيل المناسب للمنتخب؛ أغلبها غير منطقية. من الآراء المُضحكة المطالبة بضم سميحان النابت وسامي الخيبري والكويكبي واستبعاد المالكي وعطيف والعابد والمولد! فالعجيب والغريب تجاهل الخبرة والتمّرس والانسجام؛ لأجل لقطة لحظية من الأوائل. ففنياً هم الأقل، ناهيك عن فوارق التجربة والتنافسية التي تتباين مع المجموعتين، فلا يزال الحديث الإعلامي معلّباً ومكرراً ومملاً وأكل عليه الدهر وشرب، ويتصف بالتعصب والتخلف الرياضي. من النواحي البدنية والنفسية: اللاعب السعودي مختلف تماماً عن أي لاعب مشارك ببطولات كأس العالم، فهو لاعب يحتاج إلى احتواء وإعداد بدني ونفسي، وإلى فترة طويلة حتى يتطور بشكل مؤقت ومفيد خلال البطولة، ولذلك يتم الإعداد مطولاً لتطوير الأداء البدني والتعمق والفهم الفني، واستيعاب الدور القادم للاعبين، والتركيز العالي في المشوار المونديالي. ومن أغرب الآراء التي قيلت عن اختيارات رينارد: هي عن توقعات بعدم تحقيق نجاح مع المنتخب بالمونديال والسبب التشكيلة النهائية، وكأن المنتخبات التي سوف يواجهها المنتخب هي منتخبات آسيا المتواضعة! فالمسار الواقعي للمنتخب السعودي سواء بهذا التشكيل أو بتشكيل ما يطلبه المشجعون هو المركز الأخير ولو كان بمدرب آخر. بدنياً و نفسياً و فنياً هم الأضعف؛ ولذلك يحتاجون لاستثناء بإعداد مختلف. واحدة من أهم صفات هيرفي رينارد التأني والحذر باتخاذ قراراته، فهو لا يتخذ قراره إلا بعد التأكد تماماً من جدواه أو على الأقل بتقليل مخاطره، وهي الصفة التي تجعل المشجعين السعوديين في حالة اطمئنان في كيفية إدارة رينارد للمنتخب.