في ليلة ثمانينية قديمة عاشتها الرياض غنى المغربي عبدالوهاب الدوكالي أغنيته الشهيرة «مرسول الحب»، وبعد 42 عاماً من ذلك المساء عاد المغربي عبدالرزاق حمدالله ليغني في ملعب «مرسول» ذات الحب والشوق واللهفة والفرح على طريقة «سارق القلوب»، حين أخذ كل الحب من جمهور النصر ثم عاد ليأخذه من جمهور الاتحاد ويتحول لعلامة فارقة في الكلاسيكو «الأصفر». اليوم يطل كلاسيكو النصر والاتحاد بالكثير من التردد والتخوف والارتعاش بالنسبة لرواد وسائل التراشق الاجتماعي، في حين يأتي كبداية قوية ومهمة تضع الفريق الفائز على جادة أمنيات الفوز بالبطولة الغائبة، التي تكاد تكون قد استقرت في بيت الهلال حتى ظهور بطل جديد، وهو الفريق المتفرد الذي لا ينافسه إلا ظله بعدما تحطمت إستراتيجية وحدة النصر والاتحاد التي قامت على مدار ربع قرن في سبيل الوقوف في وجه التمدد الهلالي. اليوم نقول كما يقال «ما بعنا بالكوم إلا اليوم»، وهو مثل ينطبق على كلاسيكو النصر والاتحاد الذي طال انتظاره أمام الحرب الإعلامية والقانونية القائمة بين الطرفين، واستمرت الصيف بعرضه وطوله وتكسرت على صخرتها الكثير من العلاقات والصداقات، بل باع الكثير فتافيت العيش والملح وذكرى مشاوير الملاعب «والروحات والجيات» لإثبات ما لا يثبت ونفي ما لا ينفى. اليوم عشاق كرة القدم مثلي، وأعتقدهم قلة بالمقارنة مع الضجيج «البيزنطي»، لا ينتظرون من هذه الأمسية إلا دوران «الكورة» بكل ما تحمله من جمال وقيمة فنية ومادية وإثارة وتشويق؛ فالأول أغنى الأندية وأكثرها بذخاً، والثاني وصيف البطل الموسم الماضي الذي يمثل الواقعية في الأداء وفق إمكاناته البشرية والمادية المحدودة عدداً. فنياً أعتقد أن الاتحاد يسعى لتحقيق «النصر» تلو الآخر لاستعادة لقب الموسم الماضي الذي خطفه الهلال بين عشية وضحاها، ولا أعتقد أن الاتحاد يمتلك ما يفتقده النصر بل لأن مدرب الاتحاد «نونو سانتو» ثبتت نظريته الفنية في انتظار ارتفاع مستوى لاعبيه لأداء أدوارهم وارتفاع رغبات المنافسين التي تمنحه المساحات اللازمة داخل الملعب رغم موجة الإصابات التي دهمته، وفي المقابل بقي تاليسكا الحاضر بقوة يحمل على أكتافه السيد «جارسيا» حتى هذه الجولة بالإضافة للملكات الفردية التي يتمتع بها نجوم فريقه في سبيل تحقيق «الاتحاد» على أرض الملعب وخوض اللقاء بطريقة جماعية لم يصل لها الفريق حتى الآن. اليوم سنضحك ضحك طفلين معاً.. ثم نقلب الصفحة.