لاقت الوساطة السعودية التي قادها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإنجاح صفقة تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، تأييداً دولياً واسعاً، خصوصاً أن مساعي الدول لتبادل الأسرى مع روسيا لم يحالفها الحظ قبل تدخل الأمير محمد بن سلمان، وهو ما تحرص عليه السعودية بدعم كافة الجهود الدولية الرامية لحل الأزمة سياسيا، ومواصلتها جهودها للإسهام في تخفيف الآثار الإنسانية الناجمة عنها. هذه الصفقة التي تأتي بدافع إنساني، عبرت عنها رئيسة وزراء بريطانيا، والبيت الأبيض، وحكومتا روسيا وأوكرانيا، بالشكر لولي العهد الأمير محمد بن سلمان على تذليل الصعاب، وللجهود التي بذلها للإفراج عن الأسرى، وتشير هذه العملية بشكل واضح إلى تمتع ولي العهد بعلاقات دبلوماسية قوية مع جميع الدول دون استثناء. ولا شك أن وساطة ولي العهد في هذه الصفقة تأتي ترجمةً لتأكيده الدائم لأطراف الصراع على مساندته للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي للأزمة، وتأكيداً على جهوده واتصالاته ومواقفه السابقة والمستمرة في كل ما يُسهم في خفض حدّة تصعيد الأزمة عبر تغليب الحل الدبلوماسي ولغة الحوار لإنهائها والاستعداد لبذل جهود الوساطة بين كل الأطراف لحلها سياسياً. تدخل ولي العهد سلمان في إنجاح صفقة تبادل الأسرى، يأتي انطلاقاً من اهتماماته في تبني المبادرات الإنسانية تجاه الأزمة الروسية - الأوكرانية، وبفضل المساعي المستمرة له مع الدول ذات العلاقة، وهو ما يعكس جلياً ثبات موقف السعودية والتزامها بالحياد تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية. ويؤكد المراقبون الدوليون أن حظوة ولي العهد في عالم الدبلوماسية الدولية أعطت سياسة المملكة سمات فريدة، جعلت منها موضع تركيز عالمي مختلف، وتأكيدا على النفوذ الإقليمي والدولي المتنامي لها لما تتمتع به السعودية من ثقل سياسي واقتصادي وأمني عالمي، ودورها القيادي والمحوري في حلِّ النزاعات الإقليمية والدولية، في وقت يشهد العالم الحرب بين روسيا وأوكرانيا.