قرابة 1500 يوم مضت منذ اللحظة التي انهارت فيها كتيبة المدرب زلاتكو أمام رفاق الفرنسي كيليان مبابي في لحظة تساقطت معها دموع الرئيسة الكرواتية كوليندا غرابار أمام عدسات الكاميرات والتي وثقت أيضاً في الجانب الآخر الفرحة الهستيرية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. لحظات وثقها التاريخ صوتاً وصورة أصبحت اليوم من الماضي، احتفالات الفرنسيين وتربعهم على القمة العالمية يستمر معهم حتى موعد انطلاق المسابقة التي قد يولد معها بطل جديد. نوفمبر القادم يشهد انطلاق الحدث الكروي الأبرز والمنتظر منذ سنوات «كأس العالم 2022» الذي تتجه معه أنظار العالم نحو الشرق الأوسط وتحديداً إلى الأراضي القطرية من أجل متابعة الحدث الكروي الأهم الذي يتنافس على لقبه نخبة منتخبات العالم للوصول إلى كأس البطولة الأغلى. بعيداً عن منتخبات النخبة مثل فرنسا وإنجلترا والبرتغال وإسبانيا وألمانيا والبرازيل وبلجيكا والأرجنتين وهولندا الذين سيتنافسون من أجل حصد اللقب في نهاية المطاف إلا أن تلك المنتخبات متوقع لها التألق الكبير نتيجة الإمكانات المميزة التي تمتلكها، بالإضافة إلى خبرتها الكبيرة في تلك البطولة التي تمكنها من الوصول إلى أبعد مدى في المنافسة، ويتوقع أن تشهد أدوار البطولة مباريات قوية نتيجة المستوى المتميز الذي تتمتع به غالبية الفرق المتأهلة إلى المحفل العالمي. ومن أبرز تلك المنتخبات منتخب السنغال الذى يمتلك كتيبة قوية من النجوم العالميين والمحترفين في أقوى الدوريات الأوروبية بقيادة نجم بايرن ميونيخ الألماني وأفضل لاعب أفريقي ساديو ماني؛ لذلك فالسنغال مرشحة بقوة لتكون الحصان الأسود لتلك البطولة عن جدارة. الدنمارك هي الأخرى مرشحة بقوة لتكون الحصان الأسود للمسابقة بعد المستوى الكبير الذي قدمه المنتخب الملقب بالديناميت في الفترة الماضية خصوصاً في البطولة الأوروبية الماضية التي كان فيها خصماً عنيداً وقادراً على مناطحة الكبار. كرواتيا ثاني العالم في البطولة الماضية التي خسرت النهائي ونالت احترام الجميع آنذاك بعد المستويات الكبيرة التي قدمتها تسعى لأن تكون هي الحصان الأسود في النسخة القادمة من البطولة بعدما استطاعت بالفعل أن تكون الحصان الأسود في روسيا في مفاجأة كانت غير متوقعة ولكنها مستحقة. عربياً، يمثل العرب في النسخة الحالية السعودية والمغرب وتونس بالإضافة إلى المنتخب المضيف قطر. وتستعد المنتخبات العربية لتقديم مشاركة مميزة هي الأخرى وكتابة التاريخ والوصول إلى أبعد مدى في منافسات بطولة كأس العالم، فالعرب يدخلون البطولة ولديهم عناصر مميزة من اللاعبين وأجهزة فنية على أعلى مستوى؛ لذلك الفرصة سانحة لتحقيق تاريخ مميز مستغلين إقامة البطولة على أرض عربية وسط حضور قد يكون الأعلى للجماهير العربية.