ماكرون أعاد لأذهان الفرنسيين جاك شيراك كأس العالم حدث تاريخي، ومناسبة عظيمة لا تتكرر إلا كل أربعة أعوام، فمنذ النسخة الأولى عام 1930م وهي تحظى بأهمية كبيرة لدى الشعوب، الفقراء منهم قبل الأغنياء، حتى المسؤولون بمافيهم الملوك ورؤساء الدول يدركون قيمة «المونديال»، لذلك هنالك من يطارد منتخب بلاده، ويسافر من قارة لأخرى من أجل دعمه ومؤازرته ومساندته ولاعبيه، وفي النسخة الأخيرة التي استضافتها روسيا ثمّة شخصيات سياسية رفيعة المستوى تواجدت بالملاعب، منذ مباراة الافتتاح وحتى النهائي الذي كان «مسك الختام» بالنسبة للفرنسيين الذين توجوا بأغلى بطولة في العالم. نتذكر جيّداً لقاء الافتتاح بين منتخبنا وروسيا، الذي شهد تواجد سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، إذ حرص «ليلة العيد» على التواجد في موسكو من أجل منتخبنا لمؤازرته ومساندته، وتواجد إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد ذلك سجلت رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش حضوراً لافتاً باتت من خلاله حديث المونديال، وذلك بسبب تفاعلها أثناء المباريات، متخلية عن بروتوكولات المسؤولين من طبقتها، فارتدت «قميص» كرواتيا، وقفزت فرحة بالأهداف والانتصارات، ولم تكتفِ بذلك، بل حرصت على التواجد في غرف الملابس من أجل تحية وتشجيع اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، وكان حصاد ذلك روح معنوية كبيرة وقتالية في صفوف الكروات، أثمر عن وصولهم إلى النهائي لأول مرة في التاريخ مقدمين مشاركة لا تنسى، فالدور الذي لعبته الرئيسة الكرواتية لا يقل عن دور المدرب زلاتكو، ولا عن أفضل لاعب في المونديال لاعب الوسط مودريتش. أما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون فدوره مشابه لذلك الذي لعبته كيتاروفيتش مع منتخب بلادها، فالرئيس الأصغر عمراً في تاريخ الجمهورية الفرنسية وقف مع «الديوك» وساندهم في الملعب خلال نصف النهائي مع بلجيكا، وكرر ذلك في النهائي الكبير أمام كرواتيا، وشاهدنا كيف نسي أنه رئيس دولة، وقفز وشجع وآزر اللاعبين كما يفعل المشجعون، لأنه يعلم جيداً بأن مهر تحقيق كأس العالم غالياً بالنسبة لبلاده وله شخصياً، لا سيما وأنه شريك رئيسي في الإنجاز، فما فعله مع لاعبي المنتخب الفرنسي جعله أحد صناع النجاح. كما شهد المونديال تواجد عدد من الملوك، مثل ملك بلجيكا لويس فيليب الذي حضر لقاء منتخبه مع فرنسا في الدور نصف النهائي، وملك إسبانيا فيليب السادس الذي كان شاهداً على خسارة «الماتادور» أمام أصحاب الأرض والجمهور روسيا في دور ال16. وإذا ماعدنا بالذاكرة للوراء، سنستحضر رؤوساء دول ساندوا منتخباتهم، الى أن قادوهم نحو التتويج بذهب المونديال، اذ نتذكر جيداً ما فعله الرئيس الإيطالي ساندرو بريتيني في مونديال 82م، من تشجيع ومؤازرة للأزوري ومرافقة للاعبين قبل تحقيق كأس العالم، وبعده ايضاً، اذ كان مرافقاً لهم في الطائرة، وعلى الرغم من ان مونديال 98م اقيم في فرنسا إلا ان دور الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت جاك شيراك كان جليّا في مساندة اللاعبين، كونه تحول هو الآخر إلى مشجع يرقص ويصفق ويتمايل فرحاً، اذ لم يتمكن من السيطرة على مشاعره التي التقطتها عدسات المصورين خلال النهائي الشهير مع البرازيل. ونتذكر ايضاً المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في مونديال 2014 التي لا تفارق لاعبي «المانشافت» وترافقهم في اغلب البطولات، لكنها كانت شريكة في النجاح الذي حققه المنتخب الألماني عندما توج بكأس العالم في النسخة قبل الأخيرة. جاك شيراك رئيسة كرواتيا كوليندا غرابار كيتاروفيتش سجلت حضوراً لافتاً الرئيسان الفرنسي والروسي خلال مراسم التتويج Your browser does not support the video tag.