يبقى رحيل الكرام والأخيار من الناس لوعة في قلوب الأحبة، وعند الرحيل تتداعى الذكريات والمواقف التي تعرفها عن ذلك الشخص الذي يؤلمك كثيراً رحيله، مع إيماننا بأن لكل نفس لحظة أخيرة لا مناص منها فتلك سنة الله في خلقه. والكلمة التي يَتوجب على شخصي الوفاء بها تجاه أخينا المرحوم معالي المهندس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الحصين هي أن الرجل كان على قدر المسؤولية التي أنيطت به خلقاً وعملاً دؤوباً جاداً قام به طيلة عمله أميناً لأمانة منطقة المدينةالمنورة، فقد كان مكللاً في الكثير من عمله المخلص بالنجاح والتوفيق، وما أسداه لمدينة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ظل دولتنا المباركة شيء يُذكر فيشكر، ومثلي كان يعرف عن والد الفقيد -يرحمه الله- وعن تلك الأسرة الطيبة من المثال والخصال الكريمة والنبيلة التي تجسدت أيضاً في شخص فقيد الوطن الغالي، وهكذا فإن الواجب يقتضينا أن نُشيد بعطاءات الفقيد؛ فمنذ تَسلمي لمهام مسؤولياتي لِمحافظة العُلا لابد لي أن أتوقف عند بعض أوجه التعاون مع معاليه -يرحمه الله- في طريق العُلا البريكة، والطريق الزراعي الحالي الممتد بين العُلا والمدينةالمنورة والإشادة بتعاونه المُثمر، ففي أحد المواقف الخيرية الجميلة التي لمسناها منه موافقته السريعة بالسماح ببناء الدور الثالث لجمعية البر الخيرية بمحافظة العُلا؛ إيماناً منه بضرورة تَذليل كافة العقبات التي من الممكن أن تحول دون تسهيل رسالة العمل الخيري والإنساني النبيل، وهذا الموقف أذكره على سبيل المثال لا الحصر وكنموذج يُحتذى لكل من يتصدى للمسؤولية فإن من واجب أي مسؤول أن يُسهل أمور إخوانه وخير الناس أنفعهم للناس، وهذا هو دأب الصالحين والمؤمنين من عباده الراجين لرحمة ربنا وهو أرحم الراحمين.