طويلة وعطرة سيرة ومسيرة الصحفي القدير علوي بن طه الصافي، فيها من ألطاف الأقدار، وعناية السماء، وآدمية البشر ما يؤكد العظمة والإبداع والتفوق. الصافي الذي غيبه الموت صباح اليوم (الأحد) يستند إلى أكثر من كف وجناح وساعد، فهذا اليتيم المولود في محافظة صبيا، منتصف الأربعينات الميلادية، فُجع بفقد أمه وهو لم يتم الثانية من عمره، وما أن بلغ سن التمييز حتى ضمه خاله سالم الزين إليه في لبنان ليعيش معه، واعتنى به دراسياً وثقافياً، ليعود إلى المملكة بالشهادة المتوسطة، وحصيلة وافرة من الوعي المعرفي، والأدب الجمّ، فالتحق بثانوية الشاطئ الليلية في محافظة جدة، وبدأ كاتباً في صحيفة البلاد، وأطلق عليه العلامة عبدالله بن خميس لقب «أستاذ» في المرحلة الأولى من العمل في الصحافة. انتقل إلى الرياض للدراسة الجامعية، فواتته فرصة الالتحاق بجامعة بيروت منتسباً بقسم القانون، وحصل على ليسانس الحقوق من بيروت، ودبلوم في التربية من الجزائر، وعمل أخصائيا اجتماعيا في الضمان الاجتماعي، ورئيس قسم الصحافة العربية في المديرية العامة للصحافة والنشر التابعة لوزارة الإعلام، ورئيس الشعبة القانونية وتطبيق الأنظمة في المديرية العامة للمطبوعات، وسكرتيرا إعلامياً لوزير الإعلام محمد عبده يماني. وفي عام 1977 تم تعيينه أول رئيس تحرير ل«مجلة الفيصل»، ومديراً عاماً لدار الفيصل الثقافية منذ إنشائها إلى عام 1412، وأشرف على عدد من الأقسام الأدبية والثقافية في الصحافة المحلية (صحيفة البلاد، مجلة اليمامة، صحيفة الجزيرة)، وعمل نائباً لرئيس تحرير صحيفة المدينة ورئيسا للقسم السياسي فيها. ألقى الراحل عدداً من المحاضرات في عدد من الأندية الأدبية والمؤسسات الثقافية، وشارك في المهرجان الأول للشعر في دول الخليج العربية في الرياض، ومهرجان المربد في العراق، والمؤتمر الإسلامي الأول للصحافة الإسلامية في قبرص، والندوة السياحية التي أقامتها مؤسسة الأهرام في مصر. من مؤلفاته: مطلات على الداخل، أرزاق يا دنيا أرزاق، كنت في الطائرة المخطوفة، يا زمان العجائب، يا قلبي لا تحزن، امرأة تحاور أفعى، السمكة والبحر: قضايا وقراءات في الأدب والفكر، إسبانية تحسب قلبي بئر بترول، وسلسلة من القصص الإسلامية (15 قصة)، وقصص العرب (8 قصص)، ولكل مثل قصة (14 قصة)، ومن قصص الحيوانات والطيور (8 قصص).