أذكى أنواع الاستثمار وأكثرها جدوى؛ الاستثمار في العقول والعناية بالموهبة والإبداع الإنساني، ولن يخسر المجتمع الذي اعتنى بقدرات وإمكانات أبنائه، تشهد بذلك التجارب العالمية الناجحة. ولأن السعودية من أكثر الدول اهتماماً بالعنصر البشري وتطوير مهاراته؛ كانت ميزانية التعليم في بلادنا أعلى ميزانية بين القطاعات الحكومية، وما يصرف على العناية بالموهبة والإبداع من أعلى المعدلات العالمية، إيماناً من بلادنا وقيادتها الرشيدة بأن الإبداع يرتقي بالإنسان، ويضع اسمها في أعلى سلم الإبداع العالمي بين الدول المتقدمة، واليوم نشهد أوائل ثمار هذه الإستراتيجية السعودية التي انطلقت قبل سنوات، بعد أن حقق أبناؤنا 16 جائزة عالمية في معرض «آيسف 2022» للطاقة والهندسة من بين 85 دولة مشاركة. في هذا المحفل العلمي العالمي؛ كان للطالب السعودي المبدع بصمة إنجاز سُجل باسم السعودية، في إشارة واضحة لما يُبذل ويقدم لتطوير العقول وتصدير الأفكار الأصلية القادرة على المنافسة العالمية، والتي من شأنها أن تُضيف للخارطة العلمية العالمية بلداً مُبدعاً لا يقل بإمكاناته البشرية عن بقية الدول المتقدمة، لاسيما أن المملكة تُعد مصدر الطاقة العالمية، وهذا يجعل منها أكثر حاجة للأفكار المبدعة في مجال الطاقة التقليدية المتجددة التي تضمنتها «رؤية 2030» الفتية. هذا الإنجاز ازداد بهاء وتتويجاً باستقبال ولي العهد الأمين للمبدعين السعوديين المشاركين في «آيسف»، إذ يعد استقبالًا له مدلولات عميقة بدءا من الاحتفاء والتتويج لكل من يستحق التكريم، وتحفيز وتشجيع أبناء الوطن لمزيد من الإبداع والتفوق العلمي في كافة المجالات، لاسيما أننا اليوم في عالم يتغير كل لحظة والتفوق الحقيقي هو للبلدان التي تهتم بالإبداع والمبدعين.