بين الفينة والأخرى نقرأ ونسمع تحذيرات الدفاع المدني ووزارة البيئة والمياه والزراعة من الآبار التي هجرت منذ سنوات طويلة وأصبحت مكشوفة ولا يعلم عنها الكثير من الناس، خصوصاً ما يكون منها في أطراف القرى أو الهجر، وخطرها المحدق لمن يقترب منها، ولن يزول خطرها إلا بتعاون الجميع في الإبلاغ عنها والتنبيه منها. ومهما تم ردم الآبار الأرضية ستبقى هناك آبار تعجز عن ردمها كل الآليات، ولا يستطيعها إلا من حفرها بإرادته للنيل المتعمد من الآخرين والطعن فيهم والاستنقاص من قدرهم، وما أكثر الآبار البشرية المتحركة التي تلتهم في جوفها يومياً من تصادفهم من الناس، هذه الفئة تتلذذ بالالتهام وتجده متعة لها في التندر والتهكم، فتطلق العنان لأفواهها تجاه ما لا يعجبها شكلاً أو مضموناً وحتى منطقاً. يجب علينا أن نتعلم كيف نغلق أفواهنا عن أخطاء وعيوب الآخرين كي لا يقعوا في غياهب آبارنا، فكما لدى الآخرين مساوئ لدينا مساوئ قابلة للكشف، وليس عيباً أن نخطئ فهذا من فطرة الإنسان، ولكن العيب أن نترك البئر عرضة للسقوط في جوفه عندما نجعل اللسان منزلقاً خطيراً قد يودي بحياة صاحبه إذا لم يتم ردمه.