تقدمت فنلنداوالسويد رسمياً بطلبين للالتحاق بحلف شمال الأطلسي «الناتو» مدشنين مسار انضمام من المتوقع أن يستغرق بضعة أسابيع، فيما أفاد دبلوماسيون بأن تصديق برلمانات الدول الأعضاء -وعددها 30- قد يستغرق حوالى عاماً. وسلم سفيرا البلدين في بروكسل، اليوم (الأربعاء)، رسميا طلب الانضمام للأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية. ورحب ستولتنبرغ بالقرار، واصفاً تقديم الطلبين بأنه خطوة تاريخية، وأضاف: سينظر أعضاء الحلف الآن في المراحل القادمة. من جهته، جدد الرئيس التركي رجب أردوغان موقف بلاده الرافض لانضمام فنلنداوالسويد إلى الناتو، مؤكدا أن تركيا «لا يمكنها قبول دول تدعم الإرهاب في الحلف». وأضاف: نتوقع من حلفائنا أن يتفهموا أفكارنا وحساسياتنا بشأن الأمن ومساندة البعض للمنظمات الإرهابية. وأفاد أردوغان بأن أنقرة طالبت السويد بتسليم إرهابيين لديها لكنها رفضت، والآن نرفض قبول انضمامها للناتو. وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن سيستقبل رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون والرئيس الفنلندي ساولي نينيستو في واشنطن، غدا (الخميس)، لمناقشة انضمام البلدين للحلف. وعبرت وزارة الخارجية الأمريكية عن تفاؤلها، وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس للصحفيين: نحن واثقون من قدرتنا على الحفاظ على التوافق داخل الحلف لإقرار عضوية السويدوفنلندا، مؤكدا أن هذا الشعور لم يتغيّر رغم تصريحات الرئيس التركي. ومنح البرلمان الفنلندي الضوء الأخضر لهذه الخطوة، إذ صوّت، أمس (الثلاثاء)، لصالح الانضمام بأغلبية ساحقة بلغت أكثر من 95%، واعتمد البرلمان الفنلندي في ختام جلسة استمرت يومين مشروع انضمام البلاد إلى الحلف بغالبية 188 صوتاً مقابل 8، ومن دون امتناع أي عضو. وقال وزير الخارجية الفنلندي قبل التوجه لتوقيع رسالة الترشح «إنها نتيجة استثنائية، لم أكن أتوقع مثل هذه النتيجة. التصويت واضح.. لا مجال للنقاش». ورغم التهديدات التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للدولتين في حال انضمامها للحلف، فإن العقبة الرئيسية لهذا المسار تأتي من داخل الحلف، إذ كررت أنقرة رفضها خطوة الانضمام رغم حصول محادثات دبلوماسية خلال عطلة نهاية الأسبوع. ورغم الخلافات، فإن الرئيس الفنلندي قال إنه متفائل بشأن الحصول على دعم تركيا عبر محادثات بناءة.