على رغم انحسار الهجمة الوبائية التي يقودها فايروس كورونا الجديد، من خلال سلالاته المتحورة والمتفرعة بعضها من بعض، فإن ثمة قلقاً متزايداً من أن يصبح المرض الناجم عن الإصابة بكوفيد-19، المسمى «كوفيد المزمن»، أو «كوفيد الطويل، همّاً جديداً للإنسانية، التي دخلت العام الثالث من حربها على الوباء العالمي. وإلى جانب الآمال في إمكان ابتكار دواء ناجع لكوفيد-19، وكوفيد المزمن؛ فإن ثمة تمنيات على نطاق واسع أن يمكن ابتكار لقاح تكون جرعته كافية لتقليص احتمالات إصابة المتعافي من كوفيد بنظيره المزمن. ومع أن مساعي البحث عن ذلك اللقاح جارية؛ إلا أن عدداً متزايداً من الدراسات يشير إلى أن من شأن ابتكار لقاح جديد أن يخفض مخاطر الإصابة بأعراض كوفيد المزمن، وإن يكن الأمل ضئيلاً جداً في أن يقوى ذلك اللقاح على إزالة تلك المخاطر نهائياً. وقد أجرت وكالة الأمن الصحي التابعة للحكومة البريطانية تحليلاً لثماني دراسات نشرت في هذا الشأن قبيل منتصف يناير 2022. وأشارت نتيجة التحليل الى أن ستاً من تلك الدراسات توصلت الى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاحات كوفيد-19، وأصيبوا بالفايروس تضاءلت احتمالات إصابتهم بمرض كوفيد المزمن، مقارنة بالأشخاص غير المطعّمين. وأشار عدد من تلك الدراسات الى أن التطعيم يوفر مناعة كبيرة ضد كوفيد المزمن؛ فيما توصل بعضها الى أن فوائد التطعيم في هذا الشأن لا تُذكر. وتوصلت دراسة موسعة للسجلات الإلكترونية لمرضى الإدارة الصحية لقدامى المحاربين الأمريكيين الى أن المرضى المطعّمين يواجهون خطر الإصابة بكوفيد المزمن بنسبة تزيد على غير المطعمين بنحو 13% فقط، بعد مرور ستة أشهر على شعورهم بأعراض الفايروس. وتوصلت دراستان في بريطانيا الى أن التطعيم أحدث تأثيراً أكبر مما ورد في دراسة إدارة قدامى المحاربين الأمريكيين، وقامت إحداهما بتحليل السجلات الطبية لنحو 1.2 مليون نسمة. وتوصلت الى أن مخاطر الإصابة بأعراض كوفيد المزمن انخفضت لدى المطعّمين بنسبة 50% عما لدى غير المطعّمين. أما الثانية فقد استقت معلومات من نحو 6 آلاف مريض، وخلصت الى أن خطر إصابة المطعّمين بكوفيد المزمن يقل بنسبة 41% عنه لدى من لم يخضعوا للتطعيم. وتوصلت الى نتائج مماثلة دراسة موسعة أجرتها شركة آركاديا لبيانات الرعاية الصحية الأمريكية. وعرضت هذه الدراسة لسجلات نحو 240 ألف شخص أصيبوا بالفايروس في مايو 2021. وتوصلت الى أنه حتى من حصلوا على جرعة وحيدة فحسب من لقاحات كوفيد-19 قبيل إصابتهم بالفايروس كانوا عُرضة بنسبة تراوح بين السُّبع والعُشر للإصابة باثنين أو أكثر من أعراض كوفيد-19 بعد فترة تراوح بين 12 و20 أسبوعاً من إصابتهم. وخلصت الدراسة نفسها الى أن الأشخاص الذين حصلوا على جرعتهم الأولى من اللقاحات بعد إصابتهم بالفايروس كانوا أقل عُرضةً للإصابة بكوفيد المزمن ممن ظلوا يرفضون الخضوع للتطعيم. وكلما عجلوا بالحصول على اللقاح بعد إصابتهم تضاءلت مخاطر إصابتهم بكوفيد المزمن. أخيراً.. الأزمة تدهم كوريا الشمالية اعترف رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون أمس (السبت) بأن تفشي كوفيد-19 في بلاده أحدث «اضطراباً كبيراً» هناك. وفيما أعلنت حكومته وفاة 21 شخصاً بالفايروس؛ طالب الزعيم الشمالي بشن «معركة شاملة» لتجاوز وباء كورونا. وكانت كوريا اعترفت الأسبوع الماضي للمرة الأولى بوجود الوباء في أراضيها، بعدما ظلت تتمسك على مدى سنتين بأن الفايروس لم يطأ أرضها. وعلى رغم الاعتراف الأخير وتصريحات كيم جونغ أون لم تظهر أية أدلة على تنفيذ برنامج للفحوص، ولا العلاج. وبما أن كوريا الشمالية لا تملك أجهزة فحص كافية، فمن المرجح أن عدد إصاباتها أكبر كثيراً مما تم إعلانه. ويخشى أن يؤدي التفشي الراهن الى آلاف الوفيات، خصوصاً أن كوريا الشمالية لم تعلن أي برنامج لتطعيم سكانها. وعقد المكتب السياسي لحزب العمال الحاكم اجتماعاً، استمع خلاله لتقرير يفيد بأنه يتم حالياً علاج 280.710 أشخاص من كوفيد-19، وبوفاة 27 شخصاً منذ الإبلاغ عن إصابة عدد من السكان بحمى غامضة أواخر إبريل الماضي. ونقل التلفزيون الرسمي عن كيم جونغ أون قوله (السبت) إن «تفشي الوباء الخبيث هو أكبر اضطراب عظيم يدهم بلادنا منذ تأسيسها». وذكر تقرير قدم الى المكتب السياسي للحزب الحاكم أنه في معظم الحالات وقعت خسائر بسبب الجهل باستخدام الأدوية، لأن السكان يجهلون كيفية سبل إعطاء تلك العقاقير. وقالت السلطات إن 524.440 شخصاً أبلغوا أواخر إبريل الماضي عن إصابتهم بحمى، بينهم 174.440 شخصاً شكوا من تلك الحمى الجمعة. وتقول كلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية إن عدد الفحوص في كوريا لا يزيد على 1400 فحص أسبوعياً. دواء جديد لعلاج سكري النوع الثاني أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أمس الأول أنها أقرت استخدام عقار جديد ابتكرته شركة إيللي ليللي الدوائية الأمريكية لمعالجة السكري من النوع الثاني. ويتم إعطاء عقار تيرزيباتايد (اسمه التجاري هو مونجارو) من طريق الحقن. ويقوم بتحسين السيطرة على السكر في دم المصاب بالنوع الثاني من السكري. وقالت الهيئة إن عقار مونجارو أدى الى تحسين التحكم بمستويات السكر في الدم، مقروناً بالحمية الغذائية، والتمارين الرياضية. وأضافت أن ذلك التحسن كان أكبر بكثير من تأثير الأدوية الأخرى المكرسة لعلاج النوع الثاني من السكري، بحسب مقارنة نتائج الدراسات الإكلينيكية. وكانت شركة إيللي ليللي ذكرت الشهر الماضي أن المرحلة المتأخرة من تجربتها السريرية على هذا العقار أظهرت أنه ساعد البدناء من مرضى السكري على فقدان أكثر من 20% من أوزانهم. وحمل ذلك المحللين الماليين على توقع أن تصل مبيعات الشركة من دواء مونجارو بحلول 2026 الى 4.7 مليار دولار. ويعد النوع الثاني من السكري الأكثر شيوعاً، وهو مرض مزمن وشرس، يجعل المصابين به عاجزين عن إنتاج أو استخدام الإنسولين الطبيعي، ما يؤدي الى ارتفاع كبير في مستويات السكر في الدم. ويعتقد أن عدد المصابين بهذا المرض في الولاياتالمتحدة يفوق 30 مليوناً. أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا آرديرن أمس (السبت) أن الفحص أكد تشخيص إصابتها بكوفيد-19. وقالت إنها مضطرة الى البقاء في عزلة صحية أسبوعاً إضافياً. ويأتي ذلك بعد أيام من إعلانها الدخول في عزل صحي إثر تأكد إصابة خطيبها كلارك غايفورد، الأسبوع الماضي. وأوضحت رئيسة الوزراء أنها شعرت بأعراض كوفيد مساء الجمعة، وخضعت لفحص أكد إصابتها. وأضافت أنها خضعت لفحص PCR صباح السبت أكد أيضاً تلك الإصابة. وقال مكتبها أمس إن أعراضها خفيفة. وستبقى آرديرن قيد العزل الصحي حتى 21 مايو الجاري. ولن تتمكن من الذهاب الى البرلمان لحضور مناسبتين مهمتين بالنسبة الى حكومتها. الأولى غداً (الإثنين)، وتتعلق بإعلان خطة لخفض الانبعاثات الكربونية في البلاد. والثانية الخميس القادم، وتتعلق بعرض الميزانية العامة للدولة.