قدمت استشارية طب النوم بمركز طب وبحوث النوم الدكتورة رنيا الشمراني بعض النصائح لنوم الأطفال في عيد الفطر بسبب استخدام الأجهزة الإلكترونية لساعات طويلة، وذلك بهدف عودة الساعة البيولوجية إلى الوضع الذي كانت عليه قبل رمضان. ودعت الدكتورة رنيا إلى تجنب استخدام الشاشة في الساعة التي تسبق وقت النوم، ويشمل ذلك الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية وشاشات الكمبيوتر والتلفزيون، وتشجيعهم على قراءة قصة أو اللعب الهادئ بدلًا من ذلك، والحد من المحتوى العنيف ومراقبته في أي وقت من اليوم، وهذا يمكن أن يؤثر على النوم بغض النظر عن وقت وطول الاستخدام، وتشجيع الأطفال على التواصل مع الأصدقاء خلال النهار بدلًا من وقت متأخر من المساء، وتكريس وجعل لديه قاعدة عائلية تقضي بمغادرة الهواتف المحمولة والأجهزة الأخرى خارج غرفة النوم طوال الليل. وتابعت أن استخدام الأجهزة الرقمية بين الأطفال أصبح في تزايد مستمر خلال السنوات الأخيرة وخصوصًا مع زيادة تطبيقات الألعاب الإلكترونية التي بدورها جذبت شريحة الأطفال نحوها، وجعلتهم يقضون جل أوقاتهم وراء هذه الألعاب على حساب نومهم الصحي وصحة أجسامهم. وأوضحت أن هناك ضوابط وقواعد لاستخدام هذه الأجهزة الإلكترونية الرقمية التي ينصح بالبدء بها في عمر مبكر، كما توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، إذ يجب أن تأخذ هذه الضوابط في الاعتبار عمر كل طفل، صحته، شخصيته، ومرحلة نموه، كما يجب على جميع مقدمي الرعاية الآخرين، مثل جليسة الأطفال أو الأجداد اتباع هذه القواعد باستمرار، حتى لا تكون هناك انعكاسات سلبية مؤثرة وخصوصًا على "النوم"، فليس هناك أدنى شك بأن الأطفال تأثروا كثيرًا من هذه التقنيات التي أصبحت الآن بالنسبة لهم خير صديق وجليس. وتابعت الدكتورة رنيا قائلة: «يحتاج جميع الأطفال والمراهقين إلى نوم كافٍ (8-16 ساعة، حسب العمر)، والنشاط البدني (ساعة واحدة) والوقت بعيدًا عن وسائل الإعلام حتى يتمكنوا من ممارسة أنشطتهم الاجتماعية ومنها التعلم والتركيز خلال النهار، إذ لا بد من تحديد أوقات خالية من الوسائط معًا (مثل العشاء العائلي) ومناطق خالية من الوسائط (مثل غرف النوم)، ويجب على الأطفال عدم النوم مع الأجهزة في غرف نومهم، بما في ذلك أجهزة التلفاز، أجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكية». ولفتت إلى أن استخدام الشاشات قد يؤثر على سرعة نوم الأطفال وطول فترة نومهم، ويحدث هذا لأسباب عدة واعتبارات، منها: استخدام الشاشة قبل النوم يعمل على تحفيز الأطفال وزيادة نشاطهم، الضوء الأزرق من أجهزة التلفزيون وشاشات الكمبيوتر والهواتف والأجهزة اللوحية قد يقلل من مستويات الميلاتونين، ويؤخر الشعور بالنعاس، وقد يميل الأطفال إلى البقاء حتى وقت متأخر للدردشة مع الأصدقاء أو الانخراط في الألعاب الإلكترونية، أو قد ينزعج الأطفال في الليل بسبب الإشعارات أو الرسائل أو المكالمات. وخلصت إلى ضرورة تعويد الأطفال على النوم الصحي الذي تتم فيه الكثير من العمليات الحيوية الخاصة بإفراز الهرمونات ومنها هرمون النمو، وتجنب السهر مهما كانت الأسباب، فالانتظام في النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا يجعل الجسم في حالة من الحيوية والنشاط عكس السهر الذي يترتب عليه الكثير من الأعراض مثل النعاس والتثاؤب بشكل مستمر والصداع وضعف الإنتاجية وغيرها من الأعراض النفسية وتقلب المزاج.