تقمَّص فنانو مسلسل «منهو ولدنا» أدوارهم بشكل جيد بتقدير «ناجح»، إلا أن غياب «الحبكة» القوية و«الحوار» السليم أثرا سلباً على الأداء التمثيلي لنجومه، لذلك احتل مكانة جدلية بين أوساط المتابعين فجاءت تعليقاتهم حوله متفاوتة. ردود الأفعال على ذلك المسلسل، الذي يعرض على قناة «إم بي سي»، جاءت متباينة بين راضٍ ومنتقد، فبعض النقَّاد رأوا أن ذلك الضعف للحبكة والحوار وهدوء الأحداث وتصاعدها البطيء جعله يحمل رتابة درامية. ثمة قصة غير متوقعة للمشاهد، استشفيتها من تصريح صحفي لبطل المسلسل إبراهيم الحجاج بقوله «ستكون النهاية صادمة وسعيدة في آن واحد»، تلك الحقيقة هي نهاية غير متوقعة: أن «ريان» ليس ابن العائلة الغنية.. و«بندر» ليس ابن الأسرة الفقيرة، ف«ريان» (إبراهيم الحجاج) هو الابن الحقيقي للأسرة الفقيرة، وفي المقابل فإن «بندر» (فايز بن جريس) هو الابن الحقيقي للأسرة الغنية، إلا أن طيش «بندر» جعل من والدته (هند محمد) تتفق مع والد «ريان» (خالد الفراج) على تنفيذ «تمثيلية» على «بندر» لتصلح حاله من غلظته على موظفي شركته، وليجرب الفقر وحالة البؤس ومعاناة الموظفين الصغار، وفي نهاية الحلقات يشعر «بندر» بذلك ويندم على ما فعله بموظفيه سابقاً، ويعود «ريان» إلى والده (خالد الفراج). وحين أبدع الممثلان إبراهيم الحجاج وخيرية أبو لبن في أداء دورهما ب«إفيهات» الأول وتعابير الثانية؛ إلا أن علامات استفهام أخرى تحيط بالتكلف في أداء الممثلين فايز جريس وهند محمد. وفي الوقت الذي تكررت فيه فكرة المسلسل الرئيسية، وهي تبادل الأدوار بين شابين غني وفقير باكتشاف تبديلهما عقب الولادة؛ إلا أن الجرعة الكوميدية الطاغية والإطالة الدرامية المملة قادت الحوارات إلى تفاصيل أشعرت المشاهد بالسأم وتوقع الأحداث قبل وقوعها، فالشخصيات فيها من الوضوح ما يجعل التنبؤ بسير الأحداث سبباً في تغير نظرة الجمهور إلى سلبية تجعله ينتقل إلى أعمال أخرى. على العموم؛ فإن قصة المسلسل تداعب أحلام البسطاء بنكهة سعودية ساخرة تبدأ بتبديل المواليد ثم حياتين مختلفتين تشكل فيهما الفوارق الطبقية الحكاية. المسلسل تأليف سامي الفليج، وإخراج منير الزغبي، وبطولة: إبراهيم الحجاج، فايز بن جريس، ريم الحبيب، محمد الجبرتي، حكيم جمعة، سعيد صالح، عادل الزهراني، علي الشهابي، مهدي الناصر، هند محمد، ريما العلي، علي الحميدي، خالد فراج، فيصل الدوخي، وخيرية أبو لبن.