على أطراف وادي الوهط بمحافظة الطائف، قبالة جبل المدهون في قرية المثناة للمتجه حاليا إلى محلات توزيع المياه (الأشياب)، يقع مسجد الكوع الذي اتفق جميع المؤرخين على تسميته باسم مسجد الكوع لوجود أثر كوع الرسول صلى الله عليه وسلم داخل صخرة فيه عندما قدم لدعوة أهل الطائف، وعلى رغم أنه لم تمدنا المصادر التاريخية عن المشيد والعصر الذي شيد فيه أو من أمر بتجديد بنائه، لكنه لا يزال قائما ويعد من الآثار الإسلامية المعروفة في محافظة الطائف. ويشير المؤرخ عيسى القصير ل«عكاظ» إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قدم إلى الطائف لدعوة أهلها استقبله عداس بطبق من العنب عند حائط البستان؛ حيث كان يستظل بشجرة السدرة، وكان يسمي بالله ثم يأكل بعد العناء الذي واجهه في دعوته، ولم يدع على أهالي الطائف بل دعا لهم قائلاً: «اللهم أهدّ ثقيف وآت بهم»، فأقام عليه الصلاة والسلام بالطائف شهراً يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وهذا يؤكد أن مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف كان في أشهر الصيف لنضوج الفاكهة والأعناب التي تشتهر بها في فصل الصيف واعتدال الطقس. وأضاف القصير أن المؤرخين الأوائل كتبوا عن المساجد الأثرية في الطائف منذ القدم، وهي شاهدة على هذه الأماكن، وأشهرها جامع عبد الله بن العباس رضي الله عنهما، وذكرها العجيمي في مؤلفه «إهداء اللطائف من أخبار الطائف» في عدة أماكن ومواقع داخل الطائف وضواحيها وهي مسجد الراية، مسجد الحصن، مسجد بحرة الرِغاء، مسجد الريع (السنوسي)، مسجد زاوية عبد القادر الجيلاني، مسجد الجمعة، مسجد المطائبة، مسجد الراحتين، مسجد الولي، مسجد هبه، مسجد باعنتر الحضرمي، مسجد الهادي، ثم مسجد الهنود. ويقصد مسجد الكوع عدد من السياح والزوار لمشاهدته والتقاط الصور حيث تم تشييد سياج حديدي حول المسجد من جهات الاختصاص من أجل الحفاظ على التراث الإسلامي.