بعد المشاورات التي دعا إليها مجلس التعاون الخليجي في الرياض لإنقاذ الوضع الراهن في اليمن وبدعم سعودي كبير لجمع الفرقاء اليمنيين على طاولة المشاورات تمخض عن ذلك تشكيل مجلس قيادة جديد مهمته استعادة الدولة اليمنية وإشراك جميع المكوّنات السياسية تحت مظلة واحدة، وكانت أولى الخطوات مبادرة الرئيس عبد ربه منصور هادي بعزل نائب الرئيس علي محسن الأحمر ومن ثم تفويض جميع صلاحياته إلى مجلس القيادة الرئاسي، الذي ترأسه لاحقاً «رشاد محمد العليمي» و7 أعضاء هم: سلطان علي العرادة في مأرب، طارق محمد عبدالله صالح في صنعاء، عبدالرحمن أبو زرعة في لحج، عبدالله العليمي باوزير في شبوة، عثمان حسين مجلي في صعدة، عيدروس الزبيدي في الضالع، وفرج البحسني في حضرموت. تبذل المملكة العربية السعودية جهوداً عظيمة تجاه استقرار اليمن وجمع شتات الفرقاء والتكتلات السياسية والفصائل المتصارعة داخله واحتواء الخلافات بينها من خلال اتفاق الرياض الأول والثاني وكل ذلك من أجل استعادة الدولة اليمنية ومقدراتها واستقلالها واستقرار شعبها وجمع كلمتها تحت مجلس رئاسي موحد يحفظ لها مصالحها وكرامتها ويجنبها مغبة الإغراق في صراعات طائفية وهيمنة خارجية إيرانية بمشروعها التوسعي الذي يسعى لابتلاع اليمن كما ابتلع دولاً عربية أخرى وعبث باستقرارها ومقدراتها وكرامة شعوبها. الفرصة التي سنحت لليمن اليوم من خلال مشاورات الرياض الأخيرة وتشكيل المجلس القيادي الجديد هي فرصة تاريخية سوف تفضي في حال استثمارها بشكل جيد إلى خلق مشهد سياسي واعد واستعادة الدولة من براثن المشروع التخريبي لتعود جميع الفصائل إلى السلام التام وبالتالي تسليم الحوثي أسلحته ليكون جزءاً من النسيج والمكوّن اليمني الوطني والانخراط في مسار السلام، ومتى ما أجمعت المكوّنات اليمنية ووحّدت صفوفها وكلمتها على نبذ الخلافات ومحاربة العبث بأرضهم ومقدراتهم فإن ذلك إيذان ببدء مرحلة جديدة ليمن جديد ومجلس رئاسي جديد على الأرض يعمل في الميدان ويجابه العابث إما حرباً أو سلاماً، ويوحّد دولته ويستعيد كرامته وعاصمته ويحرر مدنه ومناطقه من أي هيمنة بالتنسيق والتوافق وتوحيد الصف. لا شك أن المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي تسعى لحفظ أمنها وقطع الطريق على كل من يحاول العبث باستقرارها، ولكن استقرار اليمن وكرامة شعبه وتاريخه وحضارته وحفظ كل شبر من جغرافيته من أولويات مجلس التعاون الخليجي ولن يكون لذلك بدائل أو تنازلات.