في وجه فايروس كورونا الجديد الذي لا يعرف التباطؤ؛ تزايد التعويل في الدول الغنية على دور حاسم يمكن أن تقوم به الجرعة التنشيطية الثالثة من لقاحات كوفيد-19. وانضمت مدينة نيويورك- كبرى مدن الولاياتالمتحدة- بثلها الليل قبل الماضي إلى هذا التيار. فقد أبلغت مزودي الخدمة الصحية بضرورة إتاحة الجرعة التنشيطية لجميع البالغين في المدينة؛ خصوصاً مع ارتفاع ملموس في عدد الإصابات الجديدة. وقال المفوض الصحي في المدينة دايف شوكشي إن أي شخص بلغ ال 18 من عمره، أو تجاوزها، يحق له الحصول على جرعة تنشيطية ثالثة من لقاحي موديرنا وفايزر-بيونتك، بعد مرور ستة أشهر على حصوله على الثانية؛ وبعد مرور شهرين على حصوله على الجرعة الوحيدة للقاح شركة جونسون آند جونسون. وأضاف أن 630 ألفاً من سكان نيوريورك حصلوا على الجرعة التنشيطية حتى الآن. وأعلنت الحكومة البريطانية (الإثنين) أنها قررت توسيع مظلة التطعيم بالجرعة التنشيطية ليشمل الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 40 و49 عاماً، إذا حصلوا على الجرعة الثانية قبل ستة أشهر. وكانت الأحقية قبل ذلك تقتصر على من تجاوزت أعمارهم 50 عاماً. وتقول السلطات البريطانية إن أكثر من 12 مليون بريطاني حصلوا على الجرعة الثالثة. وأضافت أن جميع الأشخاص الذين تراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً يمكنهم التقدم إلى الحصول على الجرعة الثانية من لقاح فايزر-بيونتك، بشرط أن يكون الفرد منهم قد حصل على جرعته الأولى قبل 12 أسبوعاً، أو يكون قد تعافى من الإصابة بالوباء قبل 12 أسبوعاً. ويأمل علماء الحكومة البريطانية أن يؤدي توسيع مظلة الجرعة التنشيطية، وتحصين الشباب إلى خفض مستويات التفشي الفايروسي الحالية، التي يعزونها إلى كثرة الإصابات بين الطلاب والمراهقين. وقال نائب كبير أطباء بريطانيا البروفيسور جوناثان فان-تام أمس، إنه إذا حدث توسع ملموس في توزيع الجرعة التنشيطية فهناك احتمال كبير بأن تتقلص الحاجة إلى التنويم والوفيات أثناء فترة أعياد الميلاد، وبقية أشهر الشتاء. وأضاف أن البيانات التي تملكها الحكومة البريطانية تؤكد أن البالغين ممن تجاوزوا 60 عاماً من العمر، الذين حصلوا على تنشيطية موديرنا، أو فايزر-بيونتك، ارتفعت نسبة مناعتهم إلى أكثر من 90%. وأوضح أن الجرعة التنشيطية الثالثة من لقاح موديرنا تأتي في نصف حجم الأولى والثانية، ما يفترض أن يزيد المناعة، ويقلص احتمالات حدوث مضاعفات جانبية. وفي سياق ذي صلة؛ نشرت مجلة «سِل هوست آند ميكروب» دراسة أمس خلصت إلى أن لقاح فايزر-بيونتك أنتج أقوى در فعل مناعي من بين 4 لقاحات مضادة لكوفيد-19 تمت مقارنتها. كما توصلت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاح ساينوفارم الصيني هم الأكثر عُرضة للإصابة بما يعرف ب«الإصابة الاختراقية»، وهي التي تحدث على رغم تحصين الشخص بجرعتي ذلك اللقاح. وأشارت الدراسة إلى أن مستويات توليد أجسام مضادة قادرة على مقاومة الإصابة وجدت منخفضة جداً لدى من تم تطعيمهم بلقاحي ساينوفارم الصيني، وسبوتنك في الروسي. بينما كانت مستواها متوسطاً لدى من تم تطعيمهم بلقاح أسترازينيكا الإنجليزي، الذي ابتكره علماء جامعة أكسفورد البريطانية. وكان أعلى مستويات الأجسام المضادة لدى من حصلوا على لقاح فايزر-بيونتك. وذكر الباحثون أنه قد تكون ثمة ضرورة إلى تعزيز مناعة الأشخاص الذين تم تحصينهم بلقاحات ساينوفارم، وسبوتنك، وأسترازينيكا بجرعة تنشيطية ثالثة من أحد اللقاحات ذات الفعالية القوية، لتفادي احتمال تعرضهم لإصابات اختراقية، في جميع أرجاء العالم. أشارت دراسة شملت أكثر من 85 ألف متطوع، أجراها علماء جامعة كاليفورنيا بسان فرانسيسكو، إلى أن من تم إعطاؤهم خلال فترة الدراسة عقار فلوكسيتين (اسمه التجاري بروزاك)، الذي يوصف عادة لعلاج الاكتئاب، ولا يزيد سعر حبته على 4 بنسات، ازدادت احتمالات عدد وفاتهم بكوفيد-19 بنسبة 28%. ووصف العلماء الأمريكيون نتائج هذه الدراسة التي استغرقت عاماً كاملاً بأنها مشجعة. وقالوا إن من تناولوا منهم العقار نفسه، الذي يتم تسويقه تجارياً تحت مسمى لوفوكس، تضاءلت احتمالات وفاتهم بالفايروس بنسبة 29%. ويملك هذا العقار قدرات مضادة للالتهابات يمكن استخدامها في إبعاد شبح تفاقم الإصابة بكوفيد-19. وأشارت الدراسة، التي نشرتها أمس مجلة «جاما نتورك أوبن»، إلى أن 9.8% فقط من 470 متطوعاً وصف لهم هذا العقار توفوا بالفايروس، في حين توفي 13% منهم ممن تم إعطاؤهم أدوية أخرى. ويعتبر هذا الدواء أرخص كثيراً جداً مقارنة بالقرص الذي أعلنت شركة ميرك الدوائية الأمريكية ابتكاره أخيراً. وظل هذا العقار الذي يعرف أيضاً باسم فلوفوكسامين، من الأدوية الآمنة التي ظلت قيد الاستخدام منذ أكثر من 30 عاماً، لمرضى الاكتئاب، والهوس اللا إرادي. دواء الاكتئاب ينضم لأسلحة تدمير «كوفيد»