مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الحادي عشر (الأحد)، دوت صافرات الإنذار عدة مرات في العاصمة الأوكرانية كييف وسط مؤشرات على قرب سقوطها. وأعلنت سلطات ماريوبول بدء إجلاء المدنيين عبر الممرات الإنسانية، فيما أفادت السلطات الروسية بإجلاء نحو 6500 أوكراني من دونيتسك ولوغانسك إلى روستوف الروسية. وقدر الجيش الأوكراني عدد قتلى القوات الروسية منذ بدء الحرب بنحو 11 ألفا. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استهدفت 61 منشأة عسكرية أوكرانية الليلة الماضية، معلنة تدمير 2203 من مواقع البنية التحتية العسكرية وإسقاط 8 مقاتلات وقصف مطار عسكري جنوبأوكرانيا، وإسقاط 6 مسيرات من طراز «بيرقدار» التركية، وتدمير 69 مقاتلة على الأرض و24 في الجو و778 دبابة، وكشفت أن قوات دونيتسك ولوغانسك سيطرت على 11 بلدة شرق أوكرانيا. وقالت روسيا إنها دمرت قاعدة قاعدة «ستاراوكوستنتانيف» الجوية العسكرية الأوكرانية بأسلحة عالية الدقة طويلة المدى، كما دمرت منظومة للدفاع الصاروخي من طراز إس-300، فيما تم الإعلان عن تعزيزات عسكرية روسية في طريقها إلى أوكرانيا من مدينة بيلغورود. في غضون ذلك، قالت المخابرات العسكرية البريطانية اليوم إن القوات الروسية تستهدف المناطق المأهولة في خاركيف وتشرنيهيف وماريوبول، لكن شدة المقاومة تبطئ التقدم الروسي. وأضافت: «ما زال حجم وقوة المقاومة الأوكرانية يشكلان مفاجأة لروسيا». ولفتت إلى أن روسيا استخدمت في السابق أساليب مماثلة في الشيشان عام 1999 وسورية عام 2016 عندما وظفت كلا من الذخائر الجوية والأرضية في هجماتها. وأفادت هيئة الأركان الأوكرانية بأن القوات الروسية تتجه نحو محطة كانيف للطاقة الكهرومائية جنوب كييف، وأنها تنشر صواريخ توتشكا الباليستية في محيط كييف، مع المضي قدماً في الهجمات على خاركيف وميكولايف، وإنشاء ممر بري مع شبه جزيرة القرم. وتحدثت صحيفة واشنطن بوست بأن واشنطن وحلفاءها يستعدون لحكومة أوكرانية في المنفى، وأنهم يزودون أوكرانيا بأسلحة ومعدات قد تكون حاسمة في مرحلة حرب الشوارع، إذ يتّجهون لمقاومة روسيا وشنّ حرب شوارع ضدّها في كييف قد تستمر لأشهر وربما لسنوات. ومن المتوقع أن تعقد غدا (الاثنين) الجولة الثالثة من المحادثات الروسية الأوكرانية رغم غياب التفاؤل بنتائج كبيرة، إلا أن الأمل معقود على اتفاقات محدودة تقلل من حدة المعارك الجارية الآن. وقال مفاوضون أوكرانيون إن جولة ثالثة من المحادثات مع روسيا بشأن وقف إطلاق النار ستنعقد غدا، لكن موسكو كانت أقل تحديدا بشأن الموعد.