تجري واشنطن مناقشات مع وارسو لتعويض أسطولها من الطائرات المقاتلة بعد أن نقلت طائرات ميغ-29 المستخدمة إلى أوكرانيا، بحسب ما كشف أربعة مسؤولين أمريكيين لصحيفة «بوليتكو». وبينما كانت بولندا تدرس إرسال طائراتها الحربية إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي، سألت وارسو البيت الأبيض إذا كانت إدارة جو بايدن ستضمن أنها ستزودهم بطائرات مقاتلة أمريكية لسد الفجوة، ورد البيت الأبيض بالقول إنه سينظر في الأمر. ولم تعارض إدارة بايدن قيام الحكومة البولندية بمنح كييف طائرات ميغ، ما قد يؤدي إلى تفاقم التوتر بين الناتو وموسكو، لكن وارسو في الوقت الحالي تتمسك بطائراتها المقاتلة. ولا تزال المناقشات رغم أن الترخيص لطائرات مقاتلة بديلة جديدة لبولندا قد يستغرق وقتًا طويلاً. متحدث باسم البيت الأبيض قال للصحيفة الأمريكية: نعمل مع البولنديين بشأن هذه القضية ونتشاور مع بقية حلفائنا في الناتو. نعمل على القدرات التي يمكن أن نوفرها لردم الفجوة في بولندا إذا قررت نقل الطائرات إلى أوكرانيا. وأضاف: «لم يعارض بأي شكل من الأشكال نقل بولندا للطائرات إلى أوكرانيا»، مشيرا إلى مدى صعوبة عملية نقل الطائرات إلى أوكرانيا. وتحتفظ العديد من دول أوروبا الشرقية مثل بولندا وبلغاريا وسلوفاكيا بعشرات الطائرات الروسية الصنع، وكانت مترددة في التخلي عنها دون ضمانات من الولاياتالمتحدة بأنها يمكن أن تحل محلها. وتعمل بولندا على تحديث أسطول طائراتها منذ عام 2006، عندما بدأت استخدام طائرات F-16 لأول مرة، وفي عام 2020 وقعت صفقة بقيمة 4.6 مليار دولار لشراء 32 طائرة من طراز F-35، وسيصل أولها في عام 2024، ما يجعل تلك الطائرات الروسية الصنع القديمة قابلة للاستهلاك. وتعد مسألة إرسال طائرات إلى القتال أكثر تعقيدًا من الجهود التي تبذلها أكثر من 20 دولة أوروبية لإرسال أسلحة دفاعية مضادة للدروع والطائرات إلى أوكرانيا. وبدأت الجهود المتكررة والمتقطعة لإدخال طائرات ميغ إلى أوكرانيا في نهاية الأسبوع الماضي، عندما أصدر رئيس الأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إعلانًا مذهلًا بأن العديد من الدول ستشحن قريبًا طائرات مقاتلة إلى الحدود لنقلها إلى القوات المسلحة الأوكرانية. وأبلغ مسؤولون أوكرانيون صحيفة «بوليتيكو» في ذلك الوقت أن العديد من طياريهم قد وصلوا بالفعل إلى بولندا من أجل التسليم، لكن الصفقة توقفت. ورفضت بلغاريا وسلوفاكيا الفكرة، وخرج الطيارون الأوكرانيون خاليي الوفاض.