يعد العمل الدرامي بمثابة متنفس للممثل الذي يخرج من شخصيته الواقعية إلى شخصية مستعارة، بل بعضهم يعيش هذه الشخصية لفترات طويلة حتى يقتنع تماماً بأنها ليست واقعه، لذلك اختيار النص يعتبر من أهم مقومات الممثل، ليس بالكم بل بالنوعية التي سيقدمها. إن تقمص شخصية ما تأخذ من الممثل في إعداده إلى الجانبين النفسي والعملي حتى يصل تماماً إلى الشكل المطلوب، الذي سوف يلعب دوره في إتقان تلك الشخصية. الحديث عن اختيار الشخصية عادة ما يحدده النص المكتوب، وهو جزء من نص أو دور لا يتجزأ يضعه الكاتب بوجهة نظره، بعد ذلك تعالج الشخصية بأدوات النص كانفعالاته وتكوين مقومات تلك الشخصية فتساق إلى المخرج ومساعديه، وتبدأ مرحلة اختيار البحث عن من يقوم بهذه الشخصية التي ستلعب دوراً مهماً في نجاح النص. لذلك اختيار الممثل بالدرجة الأولى يترك للمخرج بما يراه مناسباً، وليس كما نراه من بعضهم (كاست مانجر) يحل محل المخرج في اختيار من يصلح أن يكون ومن لا يصلح. لكن للأسف نرى أن الاختيار الخاطئ في أحقية من يكون مناسباً لهذا الدور أو عدمه، يبنى على العلاقة أو المصلحة التي لا تخدم العمل ولا كاتب النص. «الكومبارس» جزء مهم في العمل، إذ هو أسباب نجاح العمل الدرامي، فالممثل الجيد هو من يخطف العدسة بطريقته وحنكته وأدائه الصامت. على الممثل حينما يتم اختياره البدء فوراً بكيفية التعامل مع هذه الشخصية وأدواتها وحالتها النفسية، ليرتقي إلى مستوى ما تقتضيه من أهمية بالغة واحترافية معهودة، وأن لا يقلل في دوره مهما حدث، فنجاح الأعمال الدرامية ليست مقتصرة بالنجم فقط، بل نجاح العمل بكامله نجاح لكل فرد عمل في إنتاج ذلك العمل الدرامي.