كانت انطلاقة المخرج سمير عارف من خلال الموجة السينمائية الشابة التي نشأت في المملكة في العقد الأول من الألفية الجديدة، حيث قدم مجموعة من الأفلام القصيرة قبل أن ينتقل إلى الدراما التلفزيونية ليقدم مجموعة من المسلسلات الناجحة من بينها عدة حلقات من "طاش ما طاش". سمير عارف يدخل هذه الأيام تحدياً سينمائياً جديداً بإخراجه للفيلم الطويل "نجد" الذي قد يكون أول فيلم سعودي يعرض في صالات السينما عند بدء نشاطها بعد أشهر قليلة. عن هذا الفيلم كان لنا هذا الحوار: * حدثنا عن فيلم "نجد"؟ هو فيلم سينمائي طويل من كتابة وإنتاج خالد الراجح تبلغ مدته ساعة ونصف، وتدور أحداثه في نجد في خمسينيات القرن الماضي، وتحكي أحداثه قصة حب بين فتاة وشاب تسرد تفاصيلها بطلة العمل الفنانة حياة الفهد "نجد" وهو اسمها في الفيلم، وتمثلها في شبابها الوجه الجديد الفنانة الشابة امتنان محمد مع بطل الفيلم ماجد مطرب في دور "خالد". * من هم أبطال العمل؟ هم خليط من النجوم السعوديين والعرب، والبطولة المطلقة ستكون لماجد مطرب وعلي السبع ومريم الغامدي وناصر الربيعان ومن الكويت الفنانة القديرة حياة الفهد وزهرة الخرجي ومن البحرين ابتسام عبدالله ومن مصر مصطفى هريدي. * ألا ترى أنها مجازفة منح البطولة المطلقة في فيلم سينمائي لفنان شاب مثل ماجد مطرب؟ على العكس ماجد هو ممثل من الصف الأول وكان شريكاً ومستشاراً مهماً لي في الفيلم قبل أن يكون البطل، فكنت آخذ برأيه في جميع تفاصيل العمل من اللهجة إلى اختيار الملابس ومواقع التصوير. ماجد يمتلك حساً فنياً رائعاً سواء في الأداء أو الكاريزما والحضور، وهذه ليست مجاملة بل حقيقة، وهو بلا شك يمتلك مقومات البطل للعمل ولم يتم اختياره من باب الصدفة بل كان ذلك بعناية واقتناع بيني وبين منتج العمل خالد الراجح، كما أنه يمتلك أدوات الممثل القادر على تقمص الشخصية، وأراهن بأنه سيكون من أسباب نجاح العمل، وقد ساعدني كثيراً في المعالجة الدرامية للنص. * هل سيتم تصوير العمل كاملاً في منطقة الرياض؟ أنهينا ما يقارب 90 % من تصوير الفيلم، ولم يبق إلا التصوير في الكويت وهو تصوير للوقت الحاضر، أما تصوير الرياض فكان في محافظة سدوس وكانت منطقة رائعة جداً ومناسبة لأحداث الفيلم حيث القرية القديمة والسوق القديم وبوجود الاكسسوارات القديمة من ملابس وايضاً للادوات المستخدمة مثل الأسلحة التي كانت مستخدمة في ذلك الوقت، والسيارات والبيوت وحتى العملات المعدنية، وهنا اجدها فرصة لتقديم جزيل الشكر لاهالي سدوس في تعاونهم الكبير معنا وتقديم ما كان يلزمنا من الخدمات المساندة وايضا مشاركتهم في المجاميع التي احتجناها في بعض المشاهد. * هل أدرجتم في العمل أحداثاً سياسية أو اجتماعية شهيرة؟ نعم، ولم يكن أمراً سهلاً إقحام أي شيء، لذلك عملنا على إدراج ما لا يؤثر على العمل، وحاولنا أن نرصد التحولات الاجتماعية بما يخدم الفيلم ويجعله توثيقاً صادقاً للحياة الاجتماعية السعودية القديمة دون التأثير على القصة الرئيسية مثل تحول الكتاتيب إلى المدارس الحديثة واكتشاف النفط وإنشاء أول سكة قطار وغيرها. * كيف رأيت مشاركة الفنانة الكبيرة حياة الفهد في الفيلم؟ مشاركتها إضافة للعمل، وعندما عرضنا عليها النص أصرت على المشاركة لأنها رأت أنه جيد وليس فقط من باب المشاركة التي لا تخدم العمل، ووجودها أعطانا الحافز للإنجاز، ووجود اسم مثل الفنانة حياة لم يكن فقط لإضافة أسماء بل هو توظيف لنجمة كبيرة في مكانها الصحيح وهذا يجعل العمل يحقق النجاح المشترك للنجم وللعمل على حد سواء. * متى سينتهي تصوير الفيلم؟. وهل سيكون عرضه الأول في صالات السينما السعودية؟ سننتهي من تصوير الجزء المتبقي في الكويت ويتبقى فقط المونتاج وتركيب الموسيقى التصويرية والمعالجة الفنية الأخيرة، وكل هذا سيكون خلال الشهرين المقبلين. أما المونتاج فسيكون في القاهرة مع المونتير محمد بديع وهو من أهم الأسماء في السينما المصرية، والموسيقى التصويرية من تأليف الموسيقار الروسي من أصل مصري محمد ناصر وبتركيب إيقاعات من البيئة السعودية للفنان يوسف العلي. أما العرض أنا حريص على المشاركة بالفيلم في المهرجانات العالمية وأتوقع له النجاح لما يحكيه من تاريخ مهم لبلادنا وطريقة التعايش بين أفرادها الاجتماعية والتجارية والعلاقات الأسرية، وبالنسبة لعرضه في صالات السينما السعودية أتمنى ذلك بالطبع، وأطمح لأن يكون أول فيلم سعودي يحظى بشرف عرضه في صالات السينما. * بافتتاح صالات السينما.. هل ستبتعد عن الدراما التلفزيونية؟ بدايتي قبل سنوات كانت من خلال السينما، وأنا أُفضل السينما كثيراً على المسلسلات التلفزيونية، ولكن متى ما وجدت النص الجيد للتلفزيون لن أتردد في عمله، ولكن على المستوى الشخصي أجد نفسي أكثر في السينما. الفيلم يوثق حياة المجتمع في الخمسينيات علي السبع وماجد مطرب في لقطة من الفيلم Your browser does not support the video tag.