كشف المختص في علاج أمراض الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء الحاج حسين، أن أكثر السلوكيات الخاطئة عند معظم الأشخاص في مجتمعنا هي الإسراف في تناول المسكنات لمواجهة بعض آلام الجسم. وأوضح ل«عكاظ» أن المشكلة الحقيقية تكمن في اتباع بعض العادات والسلوكيات الاجتماعية الخاطئة مثل السهر الطويل إلى ما بعد الساعة الرابعة فجراً، وهو ما يحرم الجسم من إفراز بعض الهرمونات المهمة لضبط ايقاع وآلية عمل الجسم، ومن ذلك هرمون «الميلاتونين» الذي ينتجه الدماغ عبر الغدة الصنوبرية استجابة للظلام ويساعد في تحديد مواعيد الاستيقاظ والنوم، ويبلغ ذروته بين الساعة 11 مساء و4 فجراً، وبالتالي فأن المستويات الليلية من الميلاتونين أعلى بنحو 10 مرات مما تكون عليه في النهار، إذ تنخفض المستويات بشكل حاد قبل ضوء النهار، وبالكاد يمكن اكتشافها في ساعات النهار. وتابع أن معظم الدراسات العالمية التي أجريت على بعض المرضى الذين يعانون من آلام الجسم والأرق واضطرابات النوم اتضح فيها أن المشكلة الحقيقية كانت بسبب السهر وعدم حصول أجسادهم على ساعات كافية من النوم والراحة، وهو ما جعل أجسادهم لا تستفيد من هرمون الميلاتونين الذي يفرز في ساعات الظلام أوقات النوم المبكرة، وبعد تعديل ساعات النوم ظهر أن شكاوى الآلام بدأت تتراجع كثيراً، وهذا يؤكد أهمية وضرورة النوم المبكر في الليل وتجنب السهر، والاستيقاظ المبكر بهدف تنظيم الساعة البيولوجية في الجسم، وعدم تعرضها لأي مشكلات صحية. وأردف أن مواجهة بعض الأشخاص أيضاً لآلام الجسم بالمسكنات لسهولة توفرها في صيدلية المنزل يعد من أخطر الأمور المنتشرة؛ لتأثير ذلك على أعضاء الجسم وتحديدا تدهور وظائف الكليتين والكبد، إذ يؤدي التعامل الخاطئ مع المسكنات للكثير من الآثار الجانبية والمشكلات الصحية، وذلك بسبب المواد التي تحتوي عليها، وكذلك تفاعلها مع الأدوية الأخرى التي قد يتناولها الشخص، والأفضل صحياً ضرورة مراجعة الطبيب أو استشارة الصيدلي قبل تناول المسكنات والإفصاح عن الأمراض التي يشكو منها الشخص والأدوية التي يتناولها، وخصوصا من قبل المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاما، أو المرضى الذين يتناولون الأدوية المدرة للبول، إضافة إلى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكبد، فالخلاصة أن تناول المسكنات بشكل عشوائي ومتكرر يؤثر سلباً على أعضاء الجسم وضعف الجهاز المناعي. وشدد الدكتور حسين على ضرورة تجنب تناول المسكنات بكثرة ودون دوافع حقيقية، والحرص على النوم الصحي من خلال تجنب استعمال الشاشات المضيئة قبل نصف ساعة إلى ساعة من وقت النوم، وتحديد موعد ثابت للنوم والاستيقاظ، والحد من تناول مشروبات الكافيين وتجنبها قبل النوم بأربع ساعات لتفادي الأرق، وممارسة الرياضة يوميًا كالمشي مثلاً لمدة نصف ساعة بما يعادل 150 دقيقة أسبوعياً.