على وقع ما وصف بأنه «حوار الطرشان» بين روسيا والدول الغربية، تتواصل الاتصالات الهاتفية واللقاءات الماراثونية في مسعى ربما يكون بمثابة «الفرصة الأخيرة» لنزع فتيل الحرب بين موسكو وكييف. وفيما بدت أنها محاولة للتهدئة برز تطوران لافتان أمس (الأحد) ، اعتبرا أنهما خطوة للوراء، الأول تأكيد نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس أن انضمام أوكرانيا ل«الناتو» يتطلب وقتا. وقالت : نقدر رغبة أوكرانيا في الانضمام لحلف شمال الأطلسي لكن هناك شروطا ومعايير للانضمام والأمر يتطلب وقتًا. والثاني تمثل في إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه مستعد لتفعيل مسار السلام. من جهته، تساءل رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: هل يريد الكرملين الحوار بشأن الأزمة الأوكرانية؟ وقال في خطاب أمام مؤتمر ميونيخ للأمن أمس: إن الحلفاء الغربيين لا يمكنهم الاستمرار في تقديم غصن زيتون لروسيا بينما تواصل تصعيد التوتر على حدود أوكرانيا بتجارب صاروخية وحشد للقوات. وأكد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن روسيا تسعى إلى استعادة أمجاد من الماضي، داعيا إلى مقاومة الرجعية الروسية التي تحاول تقويض النظام العالمي. وعقد الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس اجتماعا لمجلس الأمن القومي ناقش الأزمة الأوكرانية. وجدد البيت الأبيض تحذيره من أن روسيا يمكن أن تشن هجوماً على أوكرانيا في أيّ وقت، فيما طالبت كييف بتعزيز الدعم الغربي بعد تحذيرات من غزو روسي وشيك، واقترح الرئيس الأوكراني لقاء نظيره الروسي لمعرفة «ما الذي يريده». وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، في بيان بأنه تم إطلاع بايدن على المحادثات في مؤتمر ميونيخ الأمني بين القادة الغربيين بشأن أوكرانيا، مضيفة أن مستشاريه للأمن القومي «كرروا أن روسيا يمكن أن تشن هجوما على أوكرانيا في أي وقت». من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إنه سيعقد اجتماعاً مع نظيره الروسي سيرغي لافروف يوم 24 فبراير لمناقشة الأزمة. وأضاف أنه أبلغ لافروف أن عقد اللقاء مرهون بعدم غزو أوكرانيا خلال هذا الوقت، لافتا إلى إمكانية أن يلتقي بايدن الرئيس بوتين إذا كان ذلك يخدم الحوار. وفي محاولة وصفت بأنها ربما تكون «الفرصة الأخيرة»، أجرى الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين، اتصالا هاتفيا أمس في وقت دعت أوكرانيا حلفاءها الغربيين إلى وقف «سياسة المهادنة» حيال موسكو التي يتهمها الغرب بالتحضير لشن هجوم على أوكرانيا.