على وقع الإعلان الرئاسي الروسي باستبعاد الحرب بشأن أوكرانيا، اعتبرت أستاذة العلاقات الدولية بجامعة القاهرة الدكتورة نورهان الشيخ، أن ما يحدث بين موسكو وكييف «حرب معلوماتية» مستبعدة اندلاع حرب عسكرية بين الجانبين لسببين: الأول أن الأزمة سيتم امتصاصها وبدأت مؤشرات ذلك بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني أولاف شولتس، والثاني يتمثل في أن تبادر أوكرانيا بعمل عسكري فى منطقة دونباس (شرقي البلاد) التى لا تخضع لسيطرتها، وتضم «جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك» وبهما أغلبية من الناطقين باللغة الروسية ما سيؤدى لحرب أهلية بين قوات كييف الحكومية وقوات الدفاع الشعبي، مؤكدة أن روسيا لن تتورط فى حرب أهلية داخل أوكرانيا. وأضافت أنه تم إنهاء الصراع بين القوات الانفصالية الأوكرانية التي تدعمها روسيا عام 2014، بضم شبه جزيرة القرم، كما جرى إنهاء الصراع عام 2015 بين الجانبين باتفاق «مينسك» إلا أن قرار مجلس الدوما الروسي بالاعتراف الرسمي بجمهوريتي «لوغانسك ودونيتسك» يعد ضربة شديدة لأوكرانيا. ورأت أن الحشود العسكرية الروسية على الحدود لا تعني أن هناك حربا كونها لم تتجاوز مناطقها فضلا عن بدء انسحابها وعودتها إلى ثكناتها، معتبرة أن المناورات العسكرية الروسية رسالة للغرب وحلف الناتو بقوتها وتواجدها. وقالت إن روسيا لا تزال تنظر إلى الجمهوريات السوفيتية السابقة كجزء من حزامها الإقليمي الأمني وهو ما يبرر حشودها العسكرية على الحدود الأوكرانية، في ظل الدعم العسكري الغربي لها، رغم امتلاك موسكو قوات جوية وبحرية هائلة وهو ما يشير إلى أن لها اليد العليا. وحول الضمانات الروسية لإنهاء الأزمة، قالت الخبيرة في الشأن الروسي إن الضمانات متعددة، فموسكو تسير في اتجاه «خطوة مقابل خطوة» بمعنى إذا كانت الخطوة الغربية تصعيدية سيقابلها خطوات مماثلة تصعيدية من موسكو، فهي ترفض وجود قوات الناتو على حدودها كونها تمثل تهديداً مباشراً لها، أو انضمام أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي وعدم نشر صواريخ في دول مثل بولندا ورومانيا. وعن دعوة عدد من دول العالم لخروج رعاياها من أوكرانيا، اعتبرت أنه إجراء احترازي طبيعي في أي منطقة ينشأ فيها نزاع، حيث تحذر الدول مواطنيها من السفر إلى منطقة النزاع والطلب من رعاياها المغادرة السريعة. وحذرت من أن تلك الأزمة حال عدم انحسارها ستكون لها آثار خطيرة على العالم برمته وعلى منطقة الشرق الأوسط خصوصا.