بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم (الثلاثاء)، مع المستشار الألماني أولاف شولتس، الضمانات الأمنية وعدم توسع حلف شمال الأطلسي «الناتو» شرقاً، إذ أعلن بوتين أن ردود الولاياتالمتحدة والناتو على مقترحات روسيا تضم نقاطا يمكن لموسكو مناقشتها. وأوضح بوتين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع شولتس، أن «البند العاشر من حلف الناتو لا يشترط ضرورة ضم أعضاء جدد له»، لافتاً إلى أن بلاده مستعدة للتفاوض مع الغرب حول القضايا الخلافية، لكنها لن تقبل «تجزئة مبدأ الأمن». وقال بوتين المستشار الألماني لديه توجه لتعامل براغماتي ثنائي مع روسيا، مشيراً إلى أن الردود الغربية على مقترحاتنا لا تستجيب لمطالباتنا بخصوص ضمانات أمن روسيا. وأضاف: أكدنا على ضرورة عدم تعزيز أمن دول على حساب أمن الدول الأخرى، وتطرقنا إلى الأوضاع في أوكرانيا ولا شك أن كييف تتهرب من تنفيذ تعهداتها ونحن لا نريد الحرب لذلك طرحنا مبادرة الضمانات الأمنية. ولفت إلى أنه سيعمل ما بوسعه لتسوية النزاع في دونباس على أساس اتفاقيات مينسك لكن ما يجري في دونباس حاليا يقيمونه بأنه إبادة جماعية، معتبراً أن الردع العسكري لبلاده من قبل الغرب تهديدا لأمنها. وشدداً بالقول: «لا نريد حربا في أوروبا وهذا هو سبب قيامنا بتوجيه مقترحاتنا إلى واشنطن والناتو»، متعهداً باستمرار بلاده ضخ الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا حتى بعد العام 2024. واستطرد بوتين بالقول: «روسيا ستتصرف وفقا لخططها وحسب التطورات على الأرض، وهذا لا يتوقف علينا وحدنا والغالبية الساحقة من مواطنينا يؤيدون أهالي دونباس ويتعاطفون معهم»، مشدداً «نريد حل موضوع انضمام أوكرانيا إلى الناتو اليوم وليس غدا». بدوره، أكد المستشار الالماني أولاف سولتس على ضرورة القيام بكل ما يمكننا القيام به من أجل توفير الطاقة، محذراً من خطورة العدوان على أوكرانيا والذي قال إنه سيكون له عواقب وخيمة ولا بد من إيجاد حلول دبلوماسية للأزمة. وأوضح سولتس أن الأمن الأوروبي لا يمكن أن يبنى إلا بالمشاركة مع روسيا، مبدياً أستعداده للتباحث مع روسيا والاتحاد الأوروبي والناتو حول الأمن المشترك، معتبراً سحب روسيا جزءا من قواتها من الحدود مع أوكرانيا إشارة جيدة ولفت إلى أن عملية مينسك أساسية لتتوصل المفاوضات إلى نجاح، مؤكداً أن السيناريو العسكري في أوكرانيا ستكون عواقبه خطيرة ولا بد من إيجاد حل دبلوماسي. وكان الرئيس الروسي قد أكد في وقت سابق أن التعاون مع ألمانيا أولوية وأن بلاده مزود موثوق للطاقة، واصفاً ألمانيا بالشركاء الرئيسيين، موضحاً لدى بدء المحادثات مع المستشار الالماني أنهم سيخصصون جزءاً كبيراً من وقتهم لمسائل متعلقة بالوضع في أوروبا والأمن وللمحادثات الجارية حول هذه المسألة، خصوصاً بما يتعلق بأوكرانيا. وبدأت المحادثات بين بوتين شولتش، في إطار جهود دبلوماسية مستمرة منذ أسابيع، بهدف خفض التوتر بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا. وكان شولتس قد زار الاثنين العاصمة الأوكرانية كييف في إطار الجهود الدبلوماسية الهادفة لنزع فتيل التهديد الخطير المتمثل في غزو روسي محتمل لأوكرانيا والذي قد يؤدي إلى أسوأ أزمة في أوروبا منذ الحرب الباردة. وتم الانتهاء في سبتمبر الماضي، من إنشاء خط «نورد ستريم 2» الذي يمتد من روسيا إلى ألمانيا تحت مياه بحر البلطيق متجاوزاً أوكرانيا، لكن الوكالة الألمانية للشبكات علقت في نوفمبر الماضي، عملية المصادقة على المشروع، قائلة إنها في حاجة إلى التحقق من تماشيه مع القانون الألماني قبل اعتماده، ومن المتوقع الانتهاء من إقرار المشروع في موعد لا يتجاوز نهاية النصف الأول من عام 2022. بحسب وسائل إعلامية دولية.