فيما وصفت بأنها «الفرصة الأخيرة» يسعى المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم (الإثنين) في موسكو وغدا (الثلاثاء) في كييف إلى نزع فتيل الأزمة بين روسياوأوكرانيا قبيل أن تصل إلى حافة الهاوية. وأقرّ مصدر في الحكومة الألمانيّة لم يكشف هويته بأنّ قلق ألمانيا ازداد حيال احتمال حصول اجتياح. وقال: «ازداد قلقنا، نعتقد أنّ الوضع حرج، خطر جداً». ولم يُعرف ما إذا كان ذلك سيدفع ألمانيا إلى إعادة النظر في عزوفها عن تسليم أسلحة إلى أوكرانيا، والذي أوقفته في إطار حلف شمال الأطلسي. كما لم يُعرف مصير خط أنابيب نورد ستريم 2 المثير للجدل الذي بُني لاستجرار الغاز الروسي إلى أوروبا عبر ألمانيا. وأكّد المستشار الألماني لمجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي أنّ مشروع خطّ الأنابيب «لن يمضي قدماً» إذا اجتاحت روسياأوكرانيا. واتفق الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي خلال مكالمة هاتفية (الأحد)، على مواصلة نهجَي الدبلوماسية الردع حيال روسيا. ودعا زيلنسكي نظيره الأمريكي إلى زيارة كييف لإظهار دعم واشنطن لبلاده في مواجهة خطر غزو روسي. ونقلت الرئاسة الأوكرانية قول زيلنسكي لبايدن «أنا واثق بأن زيارتكم كييف خلال الأيام القادمة ستكون إشارة قوية وستسهم في استقرار الوضع. وتواصلا للجهود الدبلوماسية التي لم تؤت ثمارها بعد، يعتزم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون زيارة أوروبا مجدداً هذا الأسبوع لمواصلة جهوده لتهدئة الأزمة المتعلقة بالملف الأوكراني. ويريد جونسون التحدّث خصوصًا إلى قادة بلدان شمال أوروبا ودول البلطيق، بعد لقائه الأسبوع الماضي الأمين العام لحلف شمال الأطلسي وقادة الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وكندا وإيطاليا وبولندا ورومانيا وليتوانيا وهولندا والاتحاد الأوروبي. وقال متحدّث باسم داونينغ ستريت في بيان إنّ الأزمة على الحدود الأوكرانيّة وصلت إلى نقطة حرجة. كلّ المعلومات التي في حوزتنا تشير إلى أنّ روسيا يمكن أن تخطّط لغزو أوكرانيا في أيّ وقت. ستكون لهذا عواقب كارثيّة على أوكرانياوروسيا. واعتبر أنه لا تزال هناك فرصة لخفض التصعيد والدبلوماسيّة، وسيواصل رئيس الوزراء العمل بلا كلل إلى جانب حلفائنا لجعل روسيا تبتعد عن حافة الهاوية. من جهتها، أفادت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأن بعض الدول الأعضاء قررت أنّه يتعيّن على مندوبيها في بعثة المراقبة الخاصة مغادرة أوكرانيا خلال الأيام القادمة، لكن البعثة «ستواصل تنفيذ تفويضها الذي وافقت عليه منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مع مراقبيها المنتشرين في عشر مدن أوكرانية». وتضم منظمة الأمن والتعاون في أوروبا 57 دولة من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، بينها الولاياتالمتحدةوروسيا وبعض دول أوروبا الغربية، بهدف تعزيز الحوار والتعاون في القضايا الأمنية. واتهمت الخارجية الروسية بعثة هذه المنظمة بأنها «انجذبت عمداً إلى الرهاب العسكري الذي أثارته واشنطن واستخدمته أداة استفزاز محتمل» عبر سحب الموظفين.