أعلم أنني مقامر عتيق يحب أن يلعب بالأخطار يبحث، في النهار، عن مضيق لكنني هويت عن طاولة القمار أمس وبعت حصتي في الربح والخسارة كلمات أختطتها يدا الشاعر السوري كمال خير بك.. في صورة وصفية تضرب أطنابها ما بين كازينوهات فيغاس وفنادق أوروبا مرورا بشرق آسيا وبعض الدول العربية، دون حضور فعلي لقرقعة كورة «الروليت» أو سكون «البلاك جاك»، وفي غياب تام للعملة المعدنية المرتبطة بذراع «السلوت» عن المياه الدافئة والشواطئ المشمسة بالخليج العربي، الذي اكتفت بعض من دوله بتخصيص مواقع وتطبيقات إلكترونية لممارسة التحديات بين المقامرين في الخفاء بعيدا عن ملامسة أوراق البلاك جاك وأفياش الروليت وضجيج السلوت. وفيما كان لغواصي الخليج السبق في المقامرة بأرواحهم قبل عقود عدة لاستخراج اللؤلؤ المكنون في باطن المياه المالحة في معركة مستمرة بين ضفتي الربح والخسارة، ردد خلالها البحارة أهازيج الفرح تارة وترانيم الحزن في أخرى، يبدو بأن رقعة الرهان ستتسع لتشمل فئات المجتمع المختلفة في الأعوام القليلة القادمة، لاسيما بعد تناقل وسائل التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء العالمية أخبارا عن عزم إحدى الدول الخليجية إنشاء أحد أكبر الكازينوهات على مستوى العالم لاستهداف السياح والزوار، لتنافس به ضخامة الأندية ذات الطوابق المتعددة في شرق آسيا أو تلك التي خلقت طابعا عمرانيا مميزا في لاس فيغاس. وبما أن لكل خيمة رأس ففي هذه الحالة يمكن وصف المستثمرين الدوليين بالرأس لتسابقهم في الحصول على فرص استثمارية واعدة في هذا المجال وتنظيم المسابقات الدولية؛ فيما ستتشكل الخيمة من أموال المقامرين الراغبين في تحقيق الربح السريع أو ضربة حظ تنقلهم لتدخين السيجار الكوبي وارتشاف الواين الفاخر في منتجعات الريفيرا، ولاعزاء للجواد الخاسر.