المواقف هي من تكشف الرجال. تربينا على هذه المقولة، ولم نزل نحتاجها طالما هناك حياة. يمر نادينا العريق الأهلي بمرحلة مفصلية ربما هي الأصعب في تاريخه، وأبانت هذه المرحلة الوجه الآخر لمعنى أن تكون عاشقاً. المشكلة أن هناك من قفزوا من السفينة، وانقلبوا على مواقفهم السابقة، وتحولوا إلى ناقمين على المرحلة بكل شخوصها، ولا تثريب عليهم..! الإعلام الأهلاوي كان يجب أن يكون له موقف إيجابي في هذه المرحلة، بمعنى أن يؤدي دور الناقد المحب بكشف الأخطاء ووضع الحلول بعيداً عن شخصنة الرأي مع أو ضد الإدارة. لمست من الأكثرية حماساً في التعاطي مع حال الأهلي، ولكنّ ثمة آخرين لم يستوعبوا حتى الآن حساسية المرحلة وخطورتها. نعم مع تداعيات انهيار فريق القدم اختلطت علينا الأوراق، وغلب على أطروحاتنا الخوف من القادم المجهول، وهذا أمر أبرره للبعض، وأنكره على البعض الآخر؛ لاعتبارات معنية بنضج التجربة عند البعض ونقيضها عند آخرين. المرحلة بكل صدق لا كبير لها كما هو حاصل في أندية أخرى، وهذا أمر يجب أن لا ننكره، وينبغي أن نتعامل معه بسياسة الأمر الواقع. فكبير النادي اليوم هو الرئيس الأستاذ ماجد النفيعي، لا داعم له ولا مدعوم، وهنا نقطة التقاء علينا أن نبحث من خلالها عن خارطة طريق من أجل الأهلي الذي نحبه. ولا أعني هنا ترطيب واقعاً أو الدفاع عن مرحلة بقدر ما أتحدث عن حقيقة يجب التسليم بها. لكن، وهنا لا أستدرك بقدر ما أربط شيئًا بشيء معني بهذا الإخفاق أو الحال المتردي الذي يعيشه فريق القدم، فهذا الفريق الهش الماثل أمامنا ضحية عبث فني بطله هاسي، ومن أحضر هاسي فهو عبث آخر معني باستقطابات رثة ساهمت في مسخ شخصية الأهلي، ولا أظن أنني هنا أذكر جديداً لو قلت مأساة نيانغ تكررت مع الأهلي، ولكن هذه المرة بصورة مفجعة..! من أحضر هاسي وانداو والنقاز وباولينهو وفليب يجب أن يسأل كم دفع النادي وكم قيمة كل صفقة ليعرف الرأي العام الأهلاوي ماذا يخبئ المستقبل للنادي من ديون..؟! أخيراً هاكم ما قاله الواعي محمد الدويش في هذه التغريدة: (قدّم #الاهلي_الشباب كلاسيكو الكرة السعودية الفعلي أداءً وأهدافاً دون حركات وهتافات وتصريحات، لكن عساه يسلم من برامج التحريج والتهريج فلا تفتّش فيه كعادتها مع (فرق خارج التوصية) عن زلة فتكبرها وتجعلها قضية المساء.. شكراً للفريقين بحجم السماء!