من بعد سلسلة مليئة بالإنجازات والتحديات التي عاصرتها المرأة السعودية في شتى المجالات لتكون جزءاً أساسياً وفعالاً لتنمية المجتمع وازدهاره، مازالت المرأة السعودية حتى وقتنا هذا تبرهن للعالم أجمع مدى إمكانية قدراتها الهائلة التي تتسم بقدر كبير من الثقة والجدية والتميز التي زرعها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، وساهما في جعل السُبل متاحة لتعزيز قدراتها ومواهبها واستثمار طاقاتها ضمن أولويات رؤية 2030 وما تهدف إليه من إحداث نقلة نوعية مُذهلة على كافة الأصعدة المختلفة. وبخطى تطويرية واثقة ذات وتيرة متسارعة يستمر عصر غير مسبوق لتمكين المرأة السعودية بالمشاركة بقطاعات عدة لتكون منتجة ومعطاءة للوطن الذي أعطاها الكثير، فاستطاعت أن تثبت جدارتها وإمكانياتها في توليها لمناصب قيادية ورئيسية وتحقيق أفضل الإنجازات وأسماها في المجالات الدبلوماسية والعلمية والتقنية والرياضية؛ سواء أكانت على النطاق المحلي أو الدولي، وما نالت عليه بذلك من جوائز وتكريمات وألقاب مُشرفة لهذا الوطن. وفي سياق الإنجازات المتوالية لعام 2021، حصلت الدكتورة لينة عيوني على لقب أول سعودية حاصلة على الدكتوراه في علم المحيطات الفيزيائي، وأول ملاحة سعودية لروبوتات ROV، ولقُبت ب«السيف الفولاذي» من قِبل رئيس الجامعة نظيرًا لتفوقها وتميزها، وبينت عبر حسابها الشخصي في تويتر جاهزيتها وأتم استعدادها للحفاظ على بيئة البحر الأحمر وتطويره. وتحت مظلة التحول الرقمي الذي تشهده السعودية الذي يشمل قطاع تقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي؛ صُنفت الدكتورة السعودية خلود صالح المانع ضمن قائمة أفضل 10 مؤثرين بالعالم في الذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات وعلم البيانات، إذ حصلت على المرتبة الرابعة ضمن العشرة الأكثر تأثيراً في العالم من بين أربعة آلاف مؤثر، وجاء التصنيف وفقاً لعدد من الهيئات والشركات المتخصصة في تقنية المعلومات مثل مؤسسة أبحاث وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية. وحصلت الدكتورة إيمان المطيري على منصب نائب لوزير التجارة بالمرتبة الممتازة التي شغلت سابقاً مناصب عديدة، منها مساعد لوزير التجارة، وقالت حينها: «تعييني يعكس دعم ومساندة قيادة المملكة للمرأة ومشاركتها الفاعلة في التنمية»، إضافة لرئاستها لمجلس إدارة الهيئة العامة للاستثمار؛ نظراً لجهودها الثمينة والمُكثفة في مجال التجارة وريادة الأعمال. وفي خطوة أخرى لتمكين المرأة في المجتمع والاعتماد عليها في كافة القطاعات ولاسيما بالقطاع الدبلوماسي تم تعيين إيناس الشهوان كأول سيدة تشغل منصب سفير من داخل السلك الدبلوماسي، وثالث سفيرة في تاريخ السعودية من بعد الأميرة ريما بنت بندر سفيرة للمملكة لدى الولاياتالمتحدة في 2019، وآمال المعلمي سفيرة لدى النرويج في 2020. وفي نموذج مختلف من نوعه في عالم الرياضات العالمية حصلت ريما الجفالي على لقب أول سائقة سباقات سعودية وسفيرة لجائزة السعودية الكبرى لمسابقة «الفورمولا1»، وهو أحدث الألقاب التي حصلت عليها خلال مسيرتها الرياضية، في حين تم تتويجها سابقا ببطولة «TRD 86» التي أقيمت في أبوظبي. ومن جانب آخر، كانت هناك بعض الإنجازات الجديدة لعام 2021 مثل قبول الطالبات لأول مرة لدراسة بكالوريوس البترول في السعودية وذلك بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، الذي يحقق بذلك رؤى وتطلعات لتمكين المرأة من دراسة هذا المجال وزيادة فرص العمل لديهن وعدم احتكاره على الرجال فقط. وفي صدد تمكين المرأة السعودية من تحقيق طموحاتها وأهدافها اقتصادياً، حققت السعودية تفوقاً جديداً للمرة الثانية على التوالي في تقرير «المرأة وأنشطة الأعمال والقانون 2021»، الصادر عن مجموعة البنك الدولي، الذي يهدف ويسعى إلى مقارنة مستوى التمييز بين الجنسيين في قطاع التنمية الاقتصادية وريادة الأعمال تغلبت فيها على 190 دولة وسجلت 80 درجة من أصل 100، إضافة إلى العديد من الإنجازات المُشرفة التي كانت بها المرأة السعودية ذات كفاءة وطنية فاعلة في سبيل تحقيق مكاسب جديدة تخدم المجتمع والوطن على نطاقات واسعة لا حصر لها.