فهد العبدالله اسم يبدو غير حاضر بكثافة، ولكن كل من يعرف دهاليز الفن والموسيقى يعرف قيمته ودرايته، فهو وإن لم يحترف إلا قبل سنوات قليلة إلا أنه بدأ مبكرًا ولم يكتف بالموهبة والشغف، بل عززهما بالدراسة، ما جعل معرفته الفنية مؤسسة تأسيسًا أصيلًا، وكانت حصيلة هذه الرحلة التي تنتظر أن يلتفت لها بجد واهتمام أكثر من 100 لحن ومشاركات محلية وخليجية وأوبريتات وطنية ما تزال في الذاكرة. هنا نستعيد معه البدايات ونستشرف طموحاته للمستقبل، فإلى نص الحوار: • تعرّف نفسك في مواقع التواصل الاجتماعي «فنان موسيقي، مغني وملحن، درستُ الموسيقى وما زلت أتعلم».. ماذا تعلمت من الموسيقى حتى الآن؟ •• تعريفي لنفسي بهذه الجملة أعتقد أنه سليم، فالموسيقى علم وكلما ازددت منه زدت جهلاً وحباً للمعرفة. وما تعلمته من الموسيقى الثناء للمبدع والبحث عن الجمال في الموسيقى وعدم النقد، فالاستمتاع بالموسيقى لذة خاصة يفقدها من يبحث عن الأخطاء بها. • ما هي أهم الألحان التي قدمتها لنفسك ولفنانين آخرين؟ وما هو اللحن الأقرب إليك؟ ولماذا؟ •• أعتقد ولم أُحصِها أنها تجاوزت 100 لحن، وقد كانت بداياتي من عام 1984 ولكنها متقطعة لظروف عملي والعمل الذي قدمني في ذلك الوقت أغنية «يا زين لولا الغلا»، وأغنية «أعزاز نفس»، وكذلك «سواد الليل»، و«شعلة الهمس» وكثير. لحنت أوبريتا متكاملا مدته 42 دقيقة لليوم الوطني، وشاركني فيه الفنان راشد الفارس، والفنان حسين قريش والطفل آنذاك (2005) عبدالله العامر، وأبو أنور عازف الكمان مغنياً، وكان بتكليف من المخرج فطيس بقنه للتلفزيون السعودي، ومن كلمات الشاعر القاص المسرحي محمد العثيم -رحمه الله، ومجموعة أغانٍ لمدارس الرياض تغنى بها الأطفال. • قلت قبل 4 سنوات إن عمرك الفني 35 عاماً! ما يقرب من 4 عقود ولم تحترف الفن أو الغناء والموسيقى.. يا ترى لماذا؟ أليس الفن والطرب والموسيقى كلها «تؤكل عيشاً»؟ •• لم أحترفها لعملي (معلم تربية فنية)، ولم أتفرغ للفن إلا من سنتين أو ثلاث، وأيضاً ليس تفرغاً كاملاً لشريف علمك أن الفن بالفعل لا يؤكل عيشاً إلا لفئات معروفة ومشهورة، أما قبل ذلك فلا أعتقد. • أنت أيضاً منفّذ أغان موسيقية.. هل تعاونت مع مطربين وفنانين معروفين أقصد شهيرين؟ وما هي الأغاني التي نفذتها وتعدّها مهمة بالنسبة لك وحتى للجمهور؟ •• بحكم دراستي الموسيقية أنا من ينفذ أعمالي من الأدليب وهي المقدمة الموسيقية قبل دخول الإيقاع والموسيقى قبل الغناء واللحن المغنى واللزم ما بينها والقفلة أيضاً، لأن من المهم جداً للفنان الملحن أن يكون عارفا بالوزن الموسيقي كما هو الوزن الشعري للنص وإذا لم يكن على دراية بذلك يأتي التدخل في الروح الموسيقية بروح أخرى مغايرة مصرية فرضاً، بحكم أنهم هم الموزعون وكاتبو النوتة الموسيقية. هنا نقع -وقد وقعنا منذ زمن- بهذا المحظور، أن موسيقانا ليست موسيقانا بل هي خليط بين السعودي أو الخليجي كفناني الخليج عموماً والفن المصري لسبب الوزن الموسيقي. إذن هل لابد من الدراسة كي لا نخلط الأحاسيس؟ أقول هنا الدراسة مهمة ولكن مع الخبرة الطويلة يعرفها حساً من ناحية الألحان فقط راشد الفارس وحسين قريش. وكل عمل موسيقي وليس عوداً فقط أتشرف به وفخور به. • ما هي أقرب أغنياتك لروحك؟ ما هو السبب؟ •• أعتقد التي لاقت نجاحاً وبعض التي لم يلتفت لها من قبل الجمهور لصعوبة النغم بها وأعترف بهذا. • الفرقة الموسيقية «تختنا شرقي» في الرياض التي أنت عضو فيها، كيف بدأت؟ وهل خرجت من عزلتها؟ أقصد هل لها مشاركات خارج نطاق جمعات الأصدقاء والزملاء؟ ما هي أبرزها؟ •• فرقة تختنا شرقي وليدة حديثة بدأت من تاريخ 9/9/2021 وهي من تأسيس شخصين، أبو أنور عازف الكمان وأنا، وبها من الأعضاء الكثير من العازفين المتمكنين، ونحن بصدد عدة أعمال في الوقت الحالي لمحمد السليمان ولي، ولابد أن تكون منفتحة لكل الفنانين لمن أراد التعامل مع الفرقة، فنحن نرحب بذلك ولكن لا بد أن نضع بصمتنا كي يعرفنا كل مهتم وفنان ليقيس تجربتنا ويقرر التعاون معنا أو لا. • نعيش في المملكة زخماً فنياً كبيراً منذ سنوات قليلة حيث بنيت المسارح العملاقة وسميت بأسماء فنانينا الكبار وعادوا للغناء في بلادهم بعد توقف دام طويلاً.. كيف ترى كل هذا؟ وهل هناك حالات نوعية إزاء كل هذا الكمّ الذي يُقدّم؟ •• هنا أريد أن أذكر شيئاً مهماً بالبداية دون شك هذا إنجاز طال انتظاره والحمد لله أنه أتى. ولكن.. أن تقام المسارح وتفتح الأبواب للكل فيما يُتجاهل الجيل القادم من الفنانين السعوديين الشباب؟ أين التجديد؟ أين الفنانون والفنانات السعوديون؟ لماذا لم يدعموا ونكون بنفس الدائرة التي تكرر كل مناسبة فنية بفنانيها المعروفين فقط؟ وهم فنانون لهم ثقلهم دون شك ونحبهم ونسمع لهم بحب لكن أقسم لك هناك جمال يستحق أن يلتفت له. • ألا تحفزك هذه الثورة الفنية الهائلة في بلادنا على أن تقدم نفسك بشكل جاد ومحترف ويتم استقطابك مثلاً؟ •• وكيف لي ذلك! أن أستجدي أحداً؟ أنا بقناتي باليوتيوب وتويتر وإنستغرامي وكل وسائل التواصل أسعى لتقديم ما يليق بوجهة نظري متمنياً رقي ما أقدم لذائقة المستمع. • كفنان ومحب للموسيقى ما هو مستقبل الأغنية: محلياً وخليجيًا وعربياً؟ وهل ترى قرار هاني شاكر، كونه رئيساً لنقابة الموسيقى في مصر، قراره صائباً وهو يستبعد المغنين أو المطربين الشعبيين مثل حسن شاكوش وحمو بيكا ومن على شاكلتهم؟ •• أعتقد أن مستقبل الأغنية مرهون بالمتلقي! نعم، الفنان عليه مسؤولية أن يقدم ما يرتقي به وبفنه وبالجمهور، لكن الوقت تغير، هذه القاعدة انتهت ولك وللقارئ باقي الكلام. هاني شاكر له مسبباته لكن لست معه ولا مع هؤلاء، يفترض أن نتفتح لكل فن وإن كان من ذكرهم لا يرتقون لذلك فأنا معه دون شك لجهلي بهم. • أخيراً ماذا تقول لهؤلاء: - بدر بن عبدالمحسن؟ •• أمنية قديمة للتعاون معه وتاريخ أصيل ونغم من أصل الكلمة. - تركي آل الشيخ؟ •• محب لوطنه، متحامل على مرضه، مرضٍ قدر استطاعته لمن هم تحت إمرته، كريم سخي عطوف مسامح، هذه قراءتي له ولا أعرفه شخصياً. لذا أقول له «انتبه لحالك ترانا نحبك». - محمد عبده؟ •• يظل الأصيل، المبدع، الجميل، المتجدد، المختلف، صاحب الإرث الفني السعودي ومُشكل ثقافتنا الفنية السعودية مع المرحوم بإذن الله طلال مداح، وما دمنا على خطاكم نحن بخير. - عادل الحوشان؟ •• عادل بدايات المحبة ومن أول الداعمين لي شعراً وقولاً وصحفياً سم ما شئت، وله في قلبي من المحبة ما لا يعلمه إلا الله. - عازف الكمان (أبو أنور)؟ •• صديق العمر منذ نحو 40 عاماً فتخيل ما هي الكلمة التي تعطيه حقه لكل هذه السنوات؟ لا يوجد أبداً.