رغم الخلافات حول الانتخابات الرئاسية والنيابية في ليبيا المزمع انعقادها يوم 24 ديسمبر القادم، أعلن المشير خليفة حفتر تقدمه بأوراق ترشحه إلى المفوضية العليا للانتخابات في مدينة بنغازي. وفي كلمة مقتضبة له عقب تقديم أوراقه والمستندات المطلوبة، قال حفتر إنه ترشح «ليس طلبا للسلطة بل لقيادة الشعب الليبي في هذه المرحلة المصيرية». وأعلن تمسكه بوحدة البلاد وسيادتها واستقلالها، واصفاً تلك اللحظة بالتاريخية التي لا تصلح لدغدغة المشاعر، وفق تعبيره. ووعد في حال فوزه «بالاصطفاف إلى جانب الليبيين لتنفيذ طموحاتهم، وعلى رأسها وحدة البلاد واستقلالها وسيادتها». وقال: «إذا قدر لنا تولي الرئاسة، فإن عقلنا مليء بأفكار لا تنضب استجابة لأحلام الليبيين». وتعهد حفتر بإطلاق مسار المصالحة والبناء والدفاع عن الثوابت الوطنية. ولفت إلى أن ليبيا تختزن العديد من الكنوز والمقدرات، التي إذا وضعت في أيادٍ أمينة ستغير مستقبلها. وقوبلت أنباء ترشح حفتر وسيف الإسلام القذافي سابقا برفض شديد وصل حتى التهديد بالحرب ومنع الانتخابات من قبل خصومهما السياسيين في طرابلس. من جانب آخر، رجحت استطلاعات رأي محلية أن ينحصر التنافس والتأهل للجولة الثانية من الانتخابات بين القذافي وحفتر ورئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، الذي أوضح مساء الاثنين أنه سيعلن موقفه من الترشح في اللحظة الحاسمة، محتكما للشباب لترشيحه، وفق تعبيره! وبرز اسم حفتر في بداية انتفاضة 2011 التي شارك فيها للإطاحة بمعمر القذافي. ليعود في مارس 2011 إلى البلاد بعد 20 عاما في المنفى، واستقر في بنغازي. قاد معارك عسكرية عدة ضد مجموعات تابعة للقذافي ثم ضد مجموعات إرهابية، وضد قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني السابقة، قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أكتوبر 2020، برعاية الأممالمتحدة. ويمتلك حفتر قاعدة شعبية في الشرق الليبي، فضلا عن بعض المؤيدين في الغرب، إلا أن ترشح القذافي قبل يومين قلب الأوراق، وقد يؤثر على حظوظه فعلا إذا جرت الانتخابات، بحسب ما يرى مراقبون سياسيون.