جيران روسيا يعانون تبعات تفاقم أزمتها في أوكرانيا؛ لم يخضع للتطعيم سوى 16% من الشعب الأوكراني الذي يبلغ عدد أفراده 41 مليوناً. وعلى رغم أن أوكرانيا لديها مخزون كبير من لقاحات كوفيد-19، فإن حملات التطعيم تتقدم ببطء شديد. وأشارت وزارة الصحة الأوكرانية (الأربعاء) إلى أنها قيّدت 734 وفاة إضافية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأعلنت بلغاريا، الأقل تحصينا لسكانها من بين دول الاتحاد الأوروبي، أنها سجلت (الثلاثاء) 5863 إصابة جديدة، و243 وفاة إضافية، وكلاهما رقمان قياسيان في هذه الدولة الأوروبية الشرقية، التي نجحت حتى الآن في تطعيم 25% فقط من سكانها. وتجتاح دول البلطيق المجاورة لروسيا مخاوف كبيرة من هجمة فايروسية قد تدمر منظوماتها الصحية. فتحت وطأة التفشي الفايروسي المتسارع؛ أعلنت جمهورية إيستونيا أنها تدرس فرض تدابير أخرى، علاوة على المفروضة منذ أمس الأول. وتحاول إيستونيا أن تتفادى الاضطرار إلى الإغلاق الكامل الذي لجأت اليه جارتها لاتفيا منذ 21 أكتوبر الجاري، ويستمر حتى 15 نوفمبر المقبل، ويشمل حظر التجوال، وإغلاق المتاجر غير الأساسية، ووقف عمل أماكن الترفيه، والنشاط الرياضي، والمناسبات الثقافية. حافظ فايروس كوفيد-19 على هجمته بمتوسطٍ دون 500 ألف إصابة يومياً. فقد سجل (الثلاثاء) 420339 إصابة جديدة في بلدان العالم؛ ما أدى إلى ارتفاع عدد حالاته التراكمية منذ بدء نازلة فايروس كورونا الجديد إلى 245.33 ميون إصابة. وشيئاً فشيئاً يقترب عدد وفياته منذ اندلاع الجائحة من خمسة ملايين وفاة؛ إذ وصل العدد الكلي للوفيات العالمية أمس إلى 4.98 مليون وفاة. ورزئت الولاياتالمتحدة أمس الأول ب 61863 إصابة جديدة، رافقتها 1401 وفاة إضافية. وتلتها من حيث عدد الإصابات بريطانيا، التي أعلنت أمس تسجيل 40954 إصابة جديدة خلال الساعات ال 24 الماضية. وذكرت وزارة الصحة البريطانية أن عدد الوفيات خلال الساعات الماضية ارتفع بنسبة 18%، ليبلغ 263 وفاة، تعد الأكثر منذ 3 مارس 2021. وحضت حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون المواطنين على التقدم للحصول على جرعة تنشيطية ثالثة من لقاحات كوفيد-19، قبيل حلول الشتاء. غير أن مخترع لقاح أسترازينيكا البروفسور أندرو بولارد اعتبر أن وصف بريطانيا بارتفاع عدد إصاباتها بالفايروس فيه كثير من التجني! وقال لأعضاء لجنة العلوم والتكنولوجيا في مجلس العموم البريطاني (البرلمان) ليل (الثلاثاء) إن عدد إصابات بريطانيا يبدو مرتفعاً، «لأننا الشعب الأوروبي الوحيد الذي يقوم بأكبر عدد من الفحوص يومياً». وتشير أرقام وزارة الصحة إلى أن بريطانيا تفحص 13 شخصاً من كل 10 آلاف شخص من سكانها، وهو ضعف ما عليه الوضع في فرنسا، وعشرة أضعاف ما عليه الوضع في ألمانيا. بيد أن بريطانيا سجلت خلال الآونة الأخيرة أكثر من 50 ألف إصابة يومياً، وهو أعلى معدل للإصابة من كل مليون نسمة في القارة الأوروبية. واستمرت المخاوف من تزايد تردي الأزمة الصحية في ورسيا، وجاراتها، خصوصاً بلغاريا، وأوكرانيا. فقد أعلنت روسيا أمس (الأربعاء) أنها سجلت 36446 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية؛ ورافقتها 1106 وفيات إضافية، وهو أكبر عدد من الوفيات اليومية بكوفيد-19 منذ اندلاع النازلة. وبذلك ارتفع العدد الكلي لوفيات روسيا منذ بدء نازلة كورونا إلى 232775 وفاة، هو الأكبر من نوعه على مستوى القارة الأوروبية. وقرر الرئيس فلاديمير بوتين أن تدخل البلاد في عطلة عامة اعتباراً من 30 أكتوبر الجاري إلى 7 نوفمبر القادم. ولن يسمح للمطاعم بتقديم خدمات، إلا لطلبات التوصيل. ولن يسمح بدخول المتاحف، ودور السينما والمسارح، إلا لمن يحملون شهادة تحصين رقمية على هواتفهم النقالة. كما أبلغ المحافظات الروسية التي يبلغ عددها 85 محافظة بأنها يمكنها تعطيل العمل قبل حلول 30 الجاري، تبعاً لأوضاعها الوبائية. وستوقف العاصمة موسكو الحياة العامة في أرجائها اعتباراً من اليوم (الخميس). بيد أن نبأ التعطيل الإلزامي أدى إلى مضاعفة الطلب على حجز الفنادق والشقق المستأجرة في منتجعات البحر الأسود؛ ما اضطر السلطات الروسية في تلك المحافظات الجنوبية الى إغلاق أماكن الترفيه، وفرض قيود مشددة على الحد الأقصى المسموح بدخولهم تلك المرافق. وأعلن وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو أمس أن 268 ألف مصاب بالفايروس يشغلون 90% من الطاقة الاستيعابية لمستشفيات البلاد. وقال الوزير إن لا حل للتعجيل بالتصدي للهجمة الوبائية الراهنة سوى تسريع إيقاع حملة التطعيم باللقاحات المضادة لكوفيد-19. ووصف شغل 90% من أسرّة المشافي الروسية بأنه كارثة حلت بالمنظمة الصحية الروسية. وعلى رغم أن روسيا هي أول دولة في العالم تصدر ترخيصاً لأول لقاح مضاد لكوفيد-19؛ إلا أنها تواجه تباطؤاً شديداً في التطعيم، نتيجة تشكيك عدد متزايد من مواطنيها في اللقاحات الحكومية الروسية. («عكاظ»/ ويرلدأوميتر/ جونز هوبكنز- 2021/8/26)