على قدر ما تكون للطروحات الجديدة مرجعيات علمية موثوقة، على قدر ما يصبح لها قيمة مضافة في صناعة التطوير المجتمعي والثقافي والاقتصادي.. التعريفات التي ارتكز عليها برنامج تنمية القدرات البشرية كلها صاغتها منظمات وهيئات عالمية تَعرف تماما ماذا تقول.. سواء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) أو البنك الدولي (WB) أو الأممالمتحدة (UN). التعريفات تتقاطع في نقاط أساسية اعتمد عليها البرنامج: (.. قيم كامنة في الفرد، معارف، مهارات، كفايات..).. (.. تتراكم خلال السنوات لتصنع المهارات والخبرات التي تهيئ الشخص للقيام بوظيفته). (HCDP) يعتمد على: (تطوير القدرات وترسيخ القيم وتنمية المعارف وإعداد قدرة بشرية تواجه التحديات).. هذه المنظومة تشترك في مفاصل حيوية: (القيم، السلوك، المهارات الأساسية، مهارات المستقبل). وتركّز على أن القيم هي المفاهيم التي تنطلق منها المبادئ والسلوكيات العامة للفرد؛ مثل: مفاهيم مهارات التفكير العليا والمهارات العاطفية والاجتماعية وفن التعامل والتواصل. برنامج تنمية القدرات البشرية يتطلع إلى استهداف جميع المواطنين بشكل عام.. وشرائح محددة بشكل خاص. هذا يعني أن كل جهة مطلوب منها القيام بدورها لتحقيقه. البرنامج يعتمد في ركيزته الثالثة على التأهيل والتدريب. هذا الاعتماد.. يضع أمام مديري التدريب في المنشآت الحكومية والأهلية أدوارا حيوية وفعالة لتقديمها من أجل البدء في تنفيذ استراتيجيات هذا البرنامج خلال عام 2022. أحد أهم هذه الأدوار هو: التركيز على تدريب موظفي إدارات الموارد البشرية في منشآتهم؛ فإدارات الموارد في أي منشأة هي الخط الأمامي في صناعة بعض الأسس المهمة في برنامج (HCDP). وأن يركز مدير التدريب بشكل خاص على بناء فكر ومفهوم إدارة موارد بشرية بشكل صحيح، على أسس صحيحة.. لتأهيل وصناعة إدارات موارد بشرية ذات كفاءة عالية؛ فهذه الإدارة وحدها تستطيع أن تقوم بدورها في برنامج تنمية القدرات البشرية مع مئات أو آلاف الموظفين والموظفات في المنشأة.. هي فعلا نقطة قوة رئيسة في البرنامج. الكلام السابق ليس كما يبدو في ظاهره.. المحصلة التي يريد الوصول إليها هي أن على مديري التدريب وضع أولويات في خطتهم لعام 2022 التدريبية بأن يكون العنوان الرئيس هو (تدريب وتأهيل إدارات الموارد البشرية) في منشآتهم.. وهذا لا يشير إلى قصور في كفاءة إدارات الموارد البشرية، ولكنه يعني رفع درجة كفاءتها وإعدادها لبدء خطوات برنامج تنمية القدرات البشرية على خط الزمن (2022 – 2025).. حتى لا يصبح البرنامج تحدياً لها. على سبيل المثال، إطار البرنامج يشير إلى أن (القيم تترابط بشكل كبير فيما بينها.. فترسيخ قيم معينة يؤدي إلى ترسيخ قيم أخرى) هذه عبارة ثقيلة على أذن موارد بشرية تقليدية. علما أن القيم الأساسية التي يعمل البرنامج على ترسيخها: (الانتماء الوطني، التسامح، الوسطية، المثابرة، الإتقان، الانضباط، المرونة، الإيجابية، العزيمة).. هي قيم تستند -مباشرة- على أهداف رؤية المملكة 2030.. وهنا يزداد التحدي.. وتزداد الأهمية.. وتزيد الحاجة لرفع كفاءة إدارة الموارد البشرية. هذا التحدي وحده كفيل بأن يدفع كل مدير تدريب في كل منشأة متوسطة أو كبيرة أو عملاقة لأن يسِمَ سنة 2022 في خطته الاستراتيجية بوسم: (صناعة إدارة موارد بشرية ذات كفاءة عالية تدرك تماما دورها في تنمية القدرات البشرية وكيفية القيام به بشكل صحيح خلال السنوات القادمة- 2025). مديرو التدريب أمامهم عام 2022 لتأهيل تلك الإدارات للقيام بهذا الدور بشكل مثالي. ليس مطلوبا اختصار الوقت، ولكن المطلوب هو البدء.. ووضع استراتيجية آليات التنفيذ الصحيحة. تأهيل الموارد البشرية يعني -بشكل مباشر- تأهيل كل الموظفين والموظفات في منشآتهم ليكونوا مؤشرات نجاح لمبادرة صناعة (الموظف السعودي العالمي).