بينما فشلت طالبان في تجسيد حضورها في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، ولم تتمكن من الحصول على الاعتراف من أي دولة حتى الآن، كشف المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في تصريحات أمس أن هناك عدة دول ستعلن الاعتراف بالحركة من محيط المنطقة الإقليمية، إلا أنه لم يكشف عن أسماء هذه الدول، بينما أفادت مصادر «عكاظ» أنه قد يكون من بين الدول التي ستعترف بطالبان باكستان والصين إلا أن مصادر صينية وباكستانية رفضت تأكيد هذه المعلومات. وتسعى حركة طالبان للاعتراف بها وتزعم أن لديها «كل المتطلبات اللازمة» لهذا الاعتراف من المنظمة الدولية، فيما يرى محللون أنه يمكن استخدام هذه الرغبة «للضغط» على الحركة لتحقيق متطلباتها خاصة في ما يتعلق بحقوق المرأة وتشكيل الحكومة. وكتبت طالبان رسالة إلى الأممالمتحدة تطلب فيها إلقاء كلمة في اجتماع الجمعية العامة للزعماء المنعقد في نيويورك، وردت المنظمة للطلب بالإشارة: «ليس بهذه السرعة». وهناك بالفعل دعوات متزايدة لتقديم المساعدات بشرط ضمان وصول الفتيات إلى التعليم. وعلى الرغم من وعودها بأن تكون شاملة ومنفتحة، لم تسمح طالبان بعد للفتيات الأكبر سنا بالعودة إلى المدارس، وقامت بتقليص حرية وسائل الإعلام المحلية.وقال سفير أفغانستان المعتمد حاليا لدى الأممالمتحدة في جنيف، ناصر أنديشا، لوكالة أسوشيتيد برس: «طالبان لا تمثل إرادة الشعب الأفغاني». وأضاف أنه إذا اعترفت الأممالمتحدة بالحركة، فإنها ترسل رسالة «مدمرة» للآخرين، بينما قال ممثل طالبان المعين لدى الأممالمتحدة، سهيل شاهين، لوكالة أسوشيتد برس إنه يجب قبول حكومته في نادي الدول، مشيرا إلى أن «جميع الحدود والأراضي والمدن الرئيسية في أفغانستان تحت سيطرتنا». ويوجد أكثر من 12 وزيرا في حكومة طالبان بالكامل على «لائحة سوداء» للأمم المتحدة، بمن فيهم وزير خارجية الحركة. وتجيء هذه التطورات في الوقت الذي حظرت حركة طالبان في مقاطعة هلمند بأفغانستان حلق لحى الرجال وعزف الموسيقى في صالونات الحلاقة، وفقا لبيان صادر عن وزارة الشؤون الإسلامية. ولا يزال العالم يترقب ما ستقوم به طالبان ومدى إمكانية أن تغير شكلها الذي ظهرت عليه خلال ولايتها الأولى على أفغانستان بين عامي 1996 و2001 عندما كانت تفرض حكما صارما يحظر خروج المرأة.