من يبحث عن السكينة وراحة البال المُفتَقد في العصر الحديث، فليمارس ترياق «التقبُل» وسيجد خيراً وفيراً في كل جوانب حياته.. فاستيعاب «قانون التقبُّل» وممارسته هو أحد الأسباب الجوهرية للسكينة والراحة. ومن يكبِّل نفسه في سجن الأحكام على الآخرين فقد وضع نفسه قاضياً على الناس، وكأنه يقول: «هذا صالح وهذا طالح»، «هذا في الجنة وهذا في النار»، مع أن ديننا حثنا على حسن الظن بالآخرين، وأعطانا مفاتيح حياة طيبة إذا مارسناها نلنا السعادة وإذا خالفناها اكتسبنا الشقاء، فاختر إما أن تكون سعيداً أو شقياً. يقال: «اقبل صاحبك على عوجه»، وأقول: «كل الناس بهم اعوجاج فتقبّل الكل»، فليس شرطاً في «التقبُّل» أن تصاحب الجميع، ولكن تقبَّل الاختلافات وراعها، وقبل أي تقبُّل للآخر تقبَّل ذاتك أولاً، ومن لا يتقبل نفسه يقع في الآلام وفخ المقارنات. لا أحرض أحداً على تقبُّل أخطائه وعدم تطوير ذاته، إنما أقول: هوِّن على نفسك، وربِّت على كتفك، واهدأ وتقبَّل ذاتك، ثم انظر إلى ماذا تحتاج من مقومات لتطوير نفسك واعمل عليها، فلا تقارن نفسك بالآخرين فلسنا نسخاً متشابهة.