حين بدأت جائحة «كورونا» أثبتنا بطريقة منهجية واعية حرصنا على سلامة الطالب والمعلم على السواء؛ فكرياً وصحياً.. بدأ «التعليم عن بعد» بصورة مدهشة ومتسارعة وقدرة على صناعة البدائل لضمان أمان الطالب والمعلم، فجاءت الصورة مشرفة ومبهرة.. بدأ الكل يستنفر قواه ويتعلم كل جديد ويبذل طاقته، فأبدع المعلم والمعلمة في عرض مشهد تعليمي راقٍ بالصوت والصورة لكل بيت. هدأت الأوضاع فعدنا بنجاح وأمان لتحقيق الأهداف المنشودة للتعليم، قُسِّم الطلبة فتحضر مجموعة وأخرى تتعلَّم عن بعد، المعلم انشطر لإجراء يشرح للحضور المتوجس أمامه ولآخرين في بيوتهم، أصبح الجهد مضاعفاً والتوتر ظاهراً، فلا الطالب في حجرة الصف نال حقه، ولا الآخر في حجرة بيته استوعب الدرس، مرحلة تخبط وتشتت، فالأمر أشبه بالمرور في مضيق مكبل الأطراف، موصود العينين، في محاولة للحاق بتيار الوقت والمنهج. أعلم يقيناً أن الأمر ليس عبئاً على المعلم وحسب، بل على كل الأطراف المعنية بالعملية التعليمية.. أنا لست ضد الحضور ولا ضد تفعيل المنصة، ولكن مع آلية منصفة ترضي الطموح وتوقف الهدر.. دعونا نعود مكتملين وبأمان أو اتركونا ندرس عبر المنصة حتى تزول الجائحة بالكامل.. وفي كل الأحوال تبقى المنصة مفعلة تثري تعليمنا وتعضد المواقف. سيدي الوزير، رفقاً بنا وبعقولنا وطاقاتنا.. فإما حضور للمدارس يسر القلوب، وإما «تعليم عن بعد» يرضي الضمير.