وضعت المملكة في قمة بغداد للشراكة توجهاتها السياسية تجاه العراق التي تمثلت في إعادة التأكيد على دعم العراق في مختلف المحافل وعلى كافة الأصعدة، والعمل على كل ما يعزز أمن العراق واستقراره والتعاون الإقليمي. وتوجت المملكة مشاركتها في قمة بغداد بالتأكيد على دعم أمن وسلامة وسيادة واستقرار العراق والحفاظ على مكتسباته وإبعاده عن التدخلات الخارجية، وفي نفس الوقت ضرورة عدم التدخل في شؤونه الخارجية إلى جانب تعزيز العلاقات في الجوانب الثنائية من خلال مخرجات أعمال مجلس التنسيق السعودي العراقي، وما اشتملت عليه من آفاق للتعاون في مختلف المجالات السياسية، والأمنية، والتجارية، والاستثمارية.. وتمضي الشراكة المتجددة بين الرياضوبغداد عبر خارطة الطريق التي وضعتها القيادتان السعودية والعراقية في طريق التعاون والتكامل في تعزيز العلاقات الإستراتيجية المتنامية، التي شهدت طفرة في السنوات الأخيرة، ما منح العراق دوراً بناء وجامعاً لمعالجة الأزمات التي تعصف بالمنطقة. ونجحت القمة في تعزيز التعاون والشراكة الاقتصادية والسياسية بين الدول المشاركة، بما يسهم في دعم الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة، ومحاولة تخفيف التوترات بين الدول المشاركة، خصوصا أن العراق يسعى لاستعادة دوره الإقليمي ونزع فتيل الأزمات في المنطقة. ويرى مراقبون أن مشاركة المملكة الرصينة حققت أهدافها لدعم العراق للعب دوره التاريخي الكبير في الإقليم، خاصة بعد المجهود الذي بذله رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لفتح صفحات جديدة مع دول الجوار خلال الأشهر الماضية. لقد جسدت كلمة وزير الخارجية التي ألقاها في مؤتمر بغداد أمس التزام المملكة بدعم أمن واستقرار وتنمية العراق، وترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، وضرورة أن يعيش العراق آمنا مستقراً ذا سيادة، مرتبطاً بعلاقات وثيقة مع عمقه العربي وجواره الإسلامي. وهذا ما أكده وزير الخارجية عندما قال إن المملكة تأمل أن تستمر مسيرة النجاح للحكومة العراقية في السعي نحو استقرار وازدهار العراق، وتحقيق ما يتطلع إليه الشعب العراقي، واستمرار المملكة بالتعاون والتنسيق مع العراق والدول الشريكة في المنطقة لمواجهة خطر التطرف والإرهاب، اللذين يهددان دول المنطقة والعالم، وذلك من منطلق التزام المملكة ومبدئها الراسخ في مكافحة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله ومظاهره وأساليبه. والمملكة حريصة على دعم جهود العراق في التصدي للتطرف ومكافحة الإرهاب، وتؤكد ضرورة احترام سيادته ووحدة أراضيه، ووقف التدخلات الخارجية، وتعمل من هذا المنطلق على تقوية العلاقات الثنائية في جميع المجالات. وعلى مدى تاريخها ترى المملكة العراق عمقًا إستراتيجيًا لها، وتربط أمنها بأمن العراق ضمن وحدة عربية، حيث تشهد العلاقات بين البلدين الشقيقين انطلاقة جديدة تسير نحو أوجه تعاون بناءة في المجالات السياسية والاقتصادية.