تشهد العلاقات السعودية العراقية مرحلة مهمة من التعاون المشترك في كافة المجالات، ترجمة لحرص القيادة الحكيمة في البلدين الشقيقين على تعزيز المصالح المتبادلة، ويتجلى ذلك في الزيارات المتبادلة، وما حققه مجلس التنسيق السعودي العراقي من توسيع ودعم التعاون في مختلف المجالات السياسية، والأمنية، والتجارية، والاستثمارية، والسياحية، وما أسفرت عنه دورته الرابعة هذا العام، ومنها تأسيس صندوق سعودي عراقي مشترك برأسمال ثلاثة مليارات دولار، مساهمة من المملكة في تعزيز الاستثمارات في العراق، بما يعود بالنفع على الاقتصادين السعودي والعراقي، وتكثيف التعاون في مجالات الطاقة ، وإنجاز مشروع الربط الكهربائي، ودعم جهود إعادة الإعمار. وتأتي مشاركة المملكة في "مؤتمر التعاون والشراكة" ببغداد تجسيدا لحرصها على دعم مسيرة العراق نحو التنمية والاستقرار، في وقت يخوض فيه معاركه القوية للتنمية وفي مواجهة التحديات الأمنية والتدخلات الاقليمية ومخاطر الإرهاب، حيث أكد وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، على أن القيادة في المملكة لا تدخر جهداً في دعم العراق في مختلف المحافل وعلى كافة الأصعدة، واستمرار العمل على ما يعزز أمنه واستقراره، ويحفظ مؤسساته ومكتسباته، يقينا بأن ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة، يستلزم عراقاً آمناً موحدا مستقراً ذا سيادة، مرتبطاً بعلاقات وثيقة مع عمقه العربي وجواره الإسلامي.