سعياً من هيئة الأدب والنشر والترجمة على تعزيز التواصل الفعّال مع الأدباء وإيجاد البيئة الممكنة لريادة الأدب السعودي، نظّمت الهيئة «ملتقى الأدباء»، الذي تعرض من خلاله إستراتيجية الهيئة وتطلعات المشهد الأدبي المستقبلية في المملكة، حيث انطلقت فعالياته مساء أمس (الجمعة) بمركز السودة بأبها، بالشراكة مع شركة السودة للتطوير، بحضور شعراء وأدباء ومؤلفين ومثقفين. وقدم الرئيس التنفيذي للهيئة الدكتور محمد علوان، موجزاً عن إستراتيجية الهيئة الهادفة لتعزيز جودة المحتوى الأدبي السعودي، وتطرق لقطاعات الأدب والنشر والترجمة في المملكة، مستعرضاً نقاط القوة والفرص، ونقاط الضعف والتحديات في القطاعات الثلاثة، موضحاً برامج قطاعات الهيئة، وإعلانه عن الفعاليات الكبرى التي ستُطلق في الفترات المقبلة ومنها: «ملتقى الترجمة»، و«مؤتمر الفلسفة الدولي»، و«مهرجان الأدب»، و«مؤتمر الناشرين الدوليين». فيما تحدث الرئيس التنفيذي لشركة السودة للتطوير الدكتور حسام الدين مدني عن الجوانب السياحية والثقافية والعمرانية التي يتم تنفيذها في السودة بمتابعة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ثم انطلقت الجلسة الأولى من جلسات الملتقى، والتي افتتحها وكيل وزارة الثقافة للإستراتيجيات والسياسات الثقافية البراء العوهلي، ثم ضيفا الجلسة الثانية أستاذة فلسفة النقد والأدب العربي في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة رانيا العرضاوي، وأستاذ النقد والنظرية بجامعة الملك سعود الدكتور معجب العدواني واللذان تحدثا عن دور النقد الأدبي في إثراء الحركة الأدبية، وفي الجلسة الثالثة التي حملت عنوان«مبادرات أدبية»، استعرض مقدم برنامج «ظل كتاب» سامي البطاط، تجربته في تقديم العديد من الكتب عبر قناته الخاصة على موقع اليوتيوب، وحجم التجاوب الذي وجده محلياً وعربياً، فيما شاركه في الجلسة مؤسس صالون ضاد الثقافي وليد العميل، الذي تناول بدايات تأسيس الصالون الذي حظي بقراءة العديد من التجارب الأدبية بحضور كبار الأدباء في المملكة، بينما اختتمت جلسات اليوم الأول، بجلسة حملت عنوان: «تطلعات الأدباء بين جيلين»، وشارك فيها الأديب والناقد الدكتور سعيد السريحي، والروائية آمنة بوخمسين، والكاتب ومقدم بودكاست المقهى رائد العيد، حيث رفض السريحي فكرة الاحتفاء بالأديب وتسهيل الأمور له، مؤكداً بأن الأديب الذي يبحث عن التكريم، زائف، وقال إن كل ما يبحث عنه الأديب هو أن يكتب بدون قيود، فهو من ورّط نفسه بالكتابة ولا يريد أي تسهيلات، فيما الاحتفاء الحقيقي الذي يريده هو أن يجد إبداعه وسط أيدي الناس والمتلقين، الذي سيقيمون تجربته بالإشادة أو الهجر. بينما استنكرت بوخمسين مصطلح «الفجوة» بين الأجيال الأدبية، مشيرة إلى أن مصطلح «الخط الزمني»، أصح وأدق تعبيراً نظراً لما يحمله من انطباع عن كافة تفاصيل الأجيال، فيما تطرق العيد لمتغيرات المشهد الثقافي وتطلعات الجيل الصاعد، مشيراً إلى أن «صراع الأجيال» هو وهم ينشره بعض من يعاني الضعف والخوف من ضياع مكانته. ويواصل الملتقى فعالياته لليوم الثاني، حيث سيتحدث الناقد محمد العباس في الجلسة الأولى، هذا اليوم (السبت) عن مستقبل الأدب السعودي، وفي الجلسة الثانية سيتحدث المدير التنفيذي لدار مدارك للنشر خالد العتيق عن عرض توجهات فرص الاستثمار في المجال الأدبي، بينما في الجلسة الثالثة ستتحدث الكاتبة والناشرة في أدب الطفل الدكتورة أروى خميس، وكذلك الكاتب والباحث في أدب الطفل فرج الظفيري عن مستقبل أدب الأطفال واليافعين في المملكة.