ها نحن نعود من جديد، بداية عام دراسي جديد، نعود بحذر، مخلِّفين وراءنا ذكرى لا تُنسى؛ منا من فقد عزيزا، ومنا من كان غائباً لا يفهم كيف صار وكيف حدث؟!. اسمٌ شاع بين الناس.. وضيف بغيض زارنا دون استئذان، أخذ منا من أخذ، وفرق بيننا وأقرب الناس.. لم يجعل للحياة طعماً ولا لوناً، ولم يرحم صغيراً أو كبيراً، امرأة أو عجوزاً، انتشر بيننا وكأنه مصيرنا المحتوم، حتى اسمه تداول في كل أنحاء المعمورة، «كورونا» قاتل الحياة وعدو الإنسان الأول.. حجب عنا كل شيء، حاربنا في الهواء الذي نتنفسه، والآن فقط والحمد لله أشعر بمتنفس، بل بالأمل. عودة المدارس لها صدى مريحٌ للنفس، أشعر وكأننا نطرد ذلك الضيف الثقيل على قلوبنا، نقول له: ارحل فقد بعثرت حياتنا، اذهب فنحن مقبلون على حياتنا التي أوقفتها دون سابق إنذار، لكن شكرا واحدا لك لأنك قربتنا من أهلنا بعد أن أشغلتنا الحياة عنهم، وضعنا خططا لحياتنا كي نقترب من بعض ونكون يداً بيد، عودة الأبناء هي الأمل الذي كنا نعيش من أجله، وهي النبراس الذي يضيء لنا حياتنا، فلذات أكبادنا يعودون إلى مقاعد الدراسة وتنقشع هذه الغمة وسنسعى أن نكون عوناً لهم ولغيرهم. حياتنا نحن من نسخرها بمجدنا وتعليمنا وثقافتنا، أملنا بأجيالنا، لن نقهر إن لم نواجه ونحصِّن مجتمعنا بتجاربنا وأبحاثنا، ما هي احتياجاتنا المستقبلية من صحة وتعليم، عودة المدارس هو القضاء على كل ضيف ثقيل، سلاحنا العلم وبالعلم نرتقي.