الذهب يتزحزح عن أعلى مستوى في شهر، والنحاس يجني مكاسب التحفيز الصيني    بعد 61 عاماً من السيطرة على الحكم في سورية.. «البعث» يعلق نشاطه الحزبي    رئيس مجلس القيادة اليمني يهنئ ⁧‫القيادة بمناسبة فوز السعودية باستضافة ⁧كأس العالم 2034    نائب أمير الشرقية يرفع التهاني بمناسبة فوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034    «المرور»: استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية في منطقة القصيم    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    د. الحزيم : غياب العمل التطوعي يؤدي إلى تآكل القيم الأخلاقية    وزير السياحة يطلع تراث وأماكن محافظة المذنب السياحية    سلطان عُمان يهنئ القيادة بمناسبة فوز السعودية باستضافة كأس العالم 2034    البريك تعزي أسرة العمودي في وفاة والدتهم    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارًا لدعم الأونروا    عندما يصبح الإعلام رسالة.. لا وظيفة فقط    رئيس أمن الدولة يهنئ القيادة بمناسبة فوز المملكة باستضافة بطولة كأس العالم 2034    استشهاد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية    استشهاد 15 فلسطينيا في قصف قوات الاحتلال الإسرائيلي غرب قطاع غزة    الطقس مستقر بوجه عام على مناطق المملكة    ولي العهد يهنئ خادم الحرمين بفوز المملكة باستضافة كأس العالم 2034لا مستحيل لدى السعوديين    ولي العهد يُعلن تأسيس "الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034    الرياض تستضيف ثلاثة مؤتمرات عالمية متزامنة في مجال تقويم الأسنان .    «الأخضر» يستعد ل«خليجي 26» من ملعب الشباب    السكان يطالبون بالخدمات البلدية.. «المروة 4» أحدث عشوائيات جدة    مدينة الطاقة الذرية تطلق برنامجاً لتمكين المرأة في الطاقة المتجددة    السعودية تسجل 8 أنواع جديدة من النباتات النادرة على مستوى العالم    وزير الخارجية يناقش مع بيدرسون وألباريس المستجدات السورية والإقليمية    للسينما بيت جديد    رابطة العالم الإسلامي تطلق منصة الشراكات الأوسع لدعم تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة    5 أطعمة بسيطة تساعد في تأمين صحة الكلى    أول زراعة كبد كاملة بالروبوت.. في تخصصي جدة    «ارحموا من في الأرض»    قليل من الكلام    المكان خارطة للمستقبل    وعدت فأوفيت.. فأسعدت شعباً عظيماً    القرآن قطعي الثبوت قطعي الدلالة!    سقط الأسد وسقط الكبتاجون معه!    مونديال 2034 .. استضافة ومكاسب سعودية    الأمراض السرطانية بين بشرى المستجدات العلاجية والتركيبات العشبية    القيم السعودية تبهر المعتمرين    الرشوة    بحث تطوير القطاع اللوجستي بين المملكة والعراق    واتساب تعالج ثغرة في ميزة العرض لمرة واحدة    مغامرة نووية ب13 ألف دولار    «الحكمة» تضع بيضة في عمر 74 عاماً    في اليوم العالمي للجبال.. جبال العُلا تنطق بروعة الطبيعة والتراث    تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين ونيابة عنه.. نائب أمير مكة المكرمة يفتتح ملتقى أبحاث الحج والعمرة والزيارة    ثقافة مجتمع    حافلات الهيدروجين توفر 3 أضعاف استهلاك البنزين    رئيس نزاهة: المملكة نموذج رائد في جميع المجالات    اجتماع اللجنة السعودية البريطانية للتعاون العسكري    الإسعاف الجوي ينقل مصابًا من نفود محيوه بمحافظة أبانات إلى مستشفى بريدة المركزي    تطوير القطاع السياحي سيسهم في إيجاد نحو 3000 فرصة عمل .. أمير جازان يرعى حفل ملتقى دعم الاستثمار في محافظات القطاع الجبلي    إنتاج 296 طنا من النباتات الطبية بالمملكة    "التخصصي" بجدة يجري أول عملية زراعة كبد كاملة بالروبوت في المنطقة الغربية    أكثر من 3 آلاف متطوع ومتطوعة تحت مظلة جمعية آفاق الشبابية بجازان    نائب أمير مكة يستعرض خطط « العمرة»    نائب أمير مكة يؤدي صلاة الميت على والدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل    أمير منطقة الباحة يستقبل القنصل المصري بجدة    المملكة تؤكّد دعمها الراسخ للشعب الفلسطيني    5 إرشادات لتخفيف الارتجاع المريئي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد بن زيد الدعجاني
النظرية الإنسانيةفي فكر عبدالعزيز التويجري
نشر في الجزيرة يوم 12 - 12 - 2000

أنخت راحلة ذكرياتي على قارعة الطريق الذي مر به جدي,, وأطلت المكوث قبالة ذلك المنزل الذي بقي من أضلعه ما يوحي بأن كثيراً من مآثر العرب كانت تسكن فيه فالكرم الذي يحرق آخر غصن يابس لتوقد عليه صحائف الجود والفضل.
والود الذي تلتوي فيه عواطف جياشة هي حبال الوصل من جيل لآخر.
وعرفت رجالاً كالجبال يكتنزون علماً وفكراً وحنكة وحكمة,, أبرزهم معالي الوالد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري, الذي كنت أتعطر بسيرته في نشأتي الأولى، وقربت منه أكثر عندما قرأت له مجموعته الأولى,, التي جعلها موجهة لولده,, وأنا ولده, وكأني به من خلال مفردات رسائله يدعوني للارتقاء بهمة لتلك المنازل العالية التي تسكن في قمم أمثاله,, وتصعد بي عباراته إلى سحب الخيال المجنح,, فتمطرني,, بما يغسل هموم الأيام والليالي وكدورات اللحظات والساعات ثم دنوت منه أكثر بعد أن تشرفت بالعمل مع معالي الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وزير المعارف,, الذي علمني من جملة ما علمني الأسلوب الأمثل للنهل من معين المفكر العلم أبي عبدالمحسن إذ كانت شفاعته لكثير من الناس رسائل إنسانية راقية ومواقفه مع الإنسان أيا كان موقعه ترقى به إلى أعلى مراتب النبل والجود,, ولعلي وأنا أقف على نماذج من بنات فكره,, أضع اللبنة الأولى في مشروع متكامل لدراسة فكر (عبدالعزيز التويجري) الذي جعل النظرية الإنسانية أكثر شفافية وأعمق بعداً، وأمضى سلاحاً للتواصل بين الناس,.
الإنسانية شعور أكبر من كل المشاعر,, وأرحب من كل الخواطر، ولا يكون إلا للمشاعر النبيلة، وفق القيم السامية.
هو يرى أن التفرقة العنصرية ليست من الإنسانية، والقهر الفكري والاجتماعي منافياً للإنسانية,وقبل ذلك الإسلام دين الإنسانية,, جاء إلى الناس كافة,, لأنه جاء بكل القيم العليا، والعلاقات الراقية، دون تفرقة بسبب لون أو زمان أو مكان.
قالوا: المتنبي شاعر الإنسانية,, لأنه في كثير من معانيه خرج عن حدود الذات والجماعة إلى مساحات بلا حدود,, هي الإنسانية,, وهذا ما جعلهم يقولون عنه إنه شاغل الناس في عصره وبعد عصره,, ولا يزال يشغلنا حتى اليوم.
والأديب عبدالعزيز التويجري يؤثر هذا الجانب الإنساني في كثير من معاني شعر المتنبي,, ولا سبيل إلى حصر ذلك الآن,.
لقد بحثت عن تلك النظرية الإنسانية في ثنايا فكره,, فوجدتها نابعة من صميم حياته وبيئته,.
حياته العربية تمتد في اتساع هذه الجزيرة العربية، التي فرضت عليها ظروف الحياة أن تتسم بالإنسانية,, فالنجدة والشهامة، والحمية والغيرة، والكرم والعطاء,, كلها صفات إنسانية عرفتها الجزيرة العربية قبل كل بلاد الدنيا وامتدت جذورها حتى اليوم.
واستمد ذلك النبع الإنساني بكل فيوضاته الإنسانية من الدين الإسلامي الذي امتلأت آيات كتابه المبين بالحديث عن الإنسان، إذ وردت كلمة (إنسان) نحو سبعين مرة في القرآن الكريم.
مثل قوله تعالى :خلق الإنسان * علمه البيان .
وقوله تعالى : لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم .
من هنا جاءت هذه الشفافية في نظرته الإنسانية وقد ظهرت بوضوح في كل كتاباته، وكل أفكاره عن الحياة، وعن التعامل معها ومع الناس ومع علاقته بذويه وبالآخرين قال في إحدى رسائله:
(وقد تعودنا نحن عرب الصحراء أن نثير مطايانا للسرى عندما تبرك أنثى السماء في مهجعها وتختفي في الأفق الذي ما كنا ندري ما لونه وما حدوده وما نوع الفراش الذي تنام عليه، كانت سذاجتنا، حين تراها تتهادى إلى مغيبها على سعف النخيل، تتصور أنها هابطة على أدنى وأقرب كهف من منازلنا, ولم ندر ما البعيد وما القريب، ففتحات نوافذ البيوت الذاتية فينا، إذا نحن أجهدنا النفس وفتحناها لنرى ما وراءها ابتلعت الرؤية في أفواهها الجائعة إلى الحقيقة).
ويصور الجانب الإنساني في قصص بعض نساء العرب اللاتي صرن أمثلة تهم كل إنسان هام بالفضيلة:
(ليتهم يقرؤون قصص الأمهات والآباء عبر الزمن في هذه الصحراء، ليت راكبات الهودج أو ساكنات الكوخ اللواتي ضربن خيامهن في منازل عبلة وليلى وبثينة وعفراء وبنات المحلق وغيرهن،تزورهن ابنة الجامعة والمدرسة، فتقف على الأطلال والرسوم تسائلهن عن الجدات والأمهات كيف كن، وكيف صرن أمثلة في فم كل إنسان هام بالفضيلة وضاق بالتفسخ والانحلال، حتى شاعر باريس (أراغون) وحتى شاعر ألمانيا (غوتة) ركبوا جناح الخيال وضربوا خيامهم في أودية نجد يسائلون الجبل والوهاد والوادي والشعب، أهنا ضربن خيامهن؟ أمشت أقدامهن الطاهرات في هذا القاع؟ ورعين البهم صغاراً وكباراً كأمهاتهن؟)
ويؤكد هذه الشفافية الإنسانية في حديث القلب إلى القلب، في حديث الأب إلى الابن تلك هي أسمى المشاعر والعلاقات الإنسانية اقرأ معي قوله:
( كم جادل الإنسان في سريرته وعلانيته هذا الكون عن الله وحاول بكل لون من ألوان الجدل أن ينفيه ويثبته، قاس في الأزمنة البعيدة وفق مقياسه سماءه وأرضه بالمقياس الذي قطعه من شجرة ذهنه، فطال الجدل حتى وصل حبله إلينا اليوم فتحول الجدل والتجويع والترويح في فمه وفي أرضه إلى أعاصير وأتربة في فم رواد الفراغ والذين لا يستطيعون أن يملأوه بالتواضع وبمقياس طولهم وعرضهم في الأطوال البعيدة والبدينة.
أتراهم لاحقين بشيء في خطاهم التي لا تزال هي هي في خطى الوليد؟
فاالله خلق الكون والإنسان، ما هو معلوم وغير معلوم من الأشياء.
خطل ما بعده خطل أن نتأله ونؤله المادة في هذا الكون الواسع المليء بالأسرار، وعجز ما بعده عجز أن نغير في ناموس الحياة والكون ولا نقول عل الله غير ما قاله الكتاب العزيز : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وقوله تعالى: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم .
هنا تقع مسؤولية عظمى امام هذه المشاهد الكونية التي إذا تطلعنا إليها وتابعتها رؤيتنا اهتدينا إلى الله بقطرات ندية وخفقات رحيمة من الوجدان ومن التواضع, فلا شيء فينا يعمينا عن قدرنا وعن حجمنا وعن قدرتنا، غير الكبرياء الزائفة، وليس أهدى طريق للإنسان في حياته من التواضع وسط أكوان خاشعة متواضعة كل منها سائر على جادته لا يقوده رسن ولا تضربه عصا من القفا, فقانونه الطبيعي الذي وضع قدمه عليه هو رسنه وهو حاديه الذي يحدو له، لأنها الطاعة التي تتعبد بها خالقها وسيرها إلى قدرها المحتوم).
ثم يضعنا بعد هذا الحديث الإنساني الأبوي أمام أمنيات إنسانية رفيعة الدلالة سامية المقصد,, ذات فلسفة إنسانية عميقة الإدراك لهذا المعنى المحيط يقول:(ليت الإنسان، أي إنسان، يرقى ويصعد فوق مراكب وعيه الروحية والخلقية مثلما صعد فوق مراكب الفضاء,,!
البعد الذي لا حدود له، والنجوم التي لا تنطفئ ولا تلقح دونها الرياح الضباب هي في أعماق الإنسان وفي نفسه,,!)
وهاهي ذي نجوم سماء الإنسانية الأخلاقية تضيء مجالات هذا العالم الذي يمكن أن يتحول إلى ظلام دامس لولا هذه المعاني السامية وها هو:
(التسامح والإيثار والوفاء سبيل متى ما قامت عليه علامات من مكارم الأخلاق سهلت على الإنسان متاعب الحياة, ووصيتي لك أن تكون قادراً على الارتفاع بنفسك من السفح إلى القمة.
وفي المقارنة بين حمامة الدوح وغراب البين وبومة الخراب تجري بنا المقادير وتحملنا فوق الأعواد اليابسة التي اختارها غراب البين نذيرا بالنهاية، فما رأينا شجرة خضراء ظلت ملاذاً للإنسان الخائف، أبداً فهي خائفة وملاحقة بالفناء مثله,,!).
ويعود المفكر الإنساني إلى الحديث مع ابنه, وكأنه يرى أن هذا الحوار هو أصدق ما يمكن أن يكون,, ذلك لأن حوار الأب مع ابنه هو الذي لا تدخله المجاملات، أو المغالطات، بل هو التوجيه الصادق إلى أسمى المعاني,, وأرحبها,, المعاني ذات البعد الإنساني الرحيب.
إن مشاعرك الإنسانية,, تتطلب منك الكثير من الأمور، فأنت إنسان والإنسان الحق,, لا حقد لديه,, ولا شر، لا بغضاء ولا أنانية,, لا خوف ولا إذلال,, لا شح ولا قتر, كل القيم والأخلاقيات الكبرى تندرج تحت مسمى الإنسان.
وتلك النظرية الإنسانية التي تغلف فكر عبدالعزيز التويجري، هي نظرية ارتقت فوق كل مستويات الموجودات حتى علت إلى المستوى الأعلى,, وهو مستوى الإنسانية, حوار فلسفي بعيد المغزى، ينقله أديبنا إلى ابنه قائلاً:
(خشيتي أن يكون في سمعك وقر، وفي بصيرتك عمى، فأصرخ أولا أصرخ، أحزن أو لا أحزن، أبكي أو لا أبكي، لا شيء يصلك أو تسمع صداه,, فمتى تهدل أحزاني في نفسك هديل الحمام؟ أسألك وسؤالي في عمر الوليد لم يكبر ولو كبر لانقضت رحلة الشتاء، وفاضت بنا على الربيع وعندئذ تقف بنا الدورة الزمنية عند قدمه وتنتهي المشكلة! فهل لي وأنا أرقب المشكلة من بعيد أن أضع المجهر في عينك لتبصر رتابة ممشى الزمن وتثاقل خطاه فوق رمال الجهالة؟ والأسماع المرهفة في إصغائها إلى خطوة فجرت بها الأصوات المنكرة,).
وهل ابنه هذا إلا غصن غض من دوحة كبرى، ذات ظلال وارفة على سائر الإنسانية، إن العرب والمسلمين قد وضعوا بصماتهم الإنسانية على كل مجالات الحياة الإنسانية في سائر المعمورة، وحق لهم بذلك قيادة هذه الدنيا، لأنهم اتسموا بالمثل العليا التي تجعلهم النخبة والقدوة.
(في تصوري أن اختيار نخبة من عالم العرب والمسلمين يزكيها إخلاصها وتقاها وسعة أثوابها العلمية التي لا تضيق بكل سؤال وإن كان بديناً وثقيلاً حمله، فتقدم لهذه الأمة الصورة الكريمة عن فضائل هذه الرسالة التي لا جناح يذهب بعيداً ولا عدالة على هذه الأرض، إن كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية إلا والرسالة الإنسانية والهداية مصدرها,).
(ولدي:
ليت الإنسان منا عربا ومسلمين يصغي في وقار خجول مستح من الله فيقف من نفسه موقفا لا تحمله على كفها حماقة النفس والانفعال والغضب والكره والحقد فيحمل أثقل الاحجار على هامة غروره وجهله فيلقيها على كبد مجتمعه دون رحمة أو شفقة).
ويصل إلى الطريق الذي تظل معه شجرة الإنسانية مورقة، وتبقى القيم الإنسانية ناضرة,, وتعيش الإنسانية سامية مزدهرة.
(وسقي الشجرة الإنسانية لا يأتي من مياه الغمام أو مياه السحب التي تثيرها الرياح على الصحراء فتحط مياهها ثم تنشف في فم حرارة الشموس، هذه حركة أو دورة زمنية أو غضبة من غضب الرياح أو رضاها تعطي للحياة لوناً من ألوان الربيع ثم يغتاله الخريف، وهكذا يجري معنا المشهد عاماً بعد عام، فشجرتنا لا وادي لها غير الوادي النفسي ولا هامة لها في جبل غير جبل الوعي، متى وعيت هذه الحقيقة وأنزلت كل ثقلك عليها,).
تلك هي لمحة من شفافية النظرة الإنسانية التي تقوم عليها فلسفة عبدالعزيز التويجري, ولست أتناوله من حيث كونه أديباً فقط بل بصفته أديباً متأثراً باتجاهات الأدب الإنسانية.
وإذا أردنا التعرف على هذا الاتجاه وجدنا أنه لم يرتبط باتجاه واحد,, ليستقي منه هذا التوجه الإنساني.
فهو قد أخذ من الشعر العربي في عصور ازدهاره ما ارتوت به شاعريته من المثل الإنسانية التي دعمت الفضيلة وأثرت بوضوح في سياق الفكر البشري كله,وسوف يبقى الشعر العربي القديم والإسلامي والعباسي معيناً للقيم الإنسانية التي ستظل البشرية ترتوي من نبضها.
ثم هو يأخذ من الرومانسيين التعمق في النفس الإنسانية وتحليل مشاعرها,.
وهومتأثر أيضاً بشعراء المهجر من حيث النزعة الإنسانية التي انتهوا إليها وهم في مهجرهم حيث تتجمع كل النماذج البشرية من كافة أرجاء المعمورة.
وهناك انطلق فكرهم دون حدود في ظل هذه الإنسانية غير المحدودة وفي لقاء آخر مع جولة أخرى مع تلك الفلسفة الإنسانية التي تتميز بها عبقرية فكر عبدالعزيز التويجري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.