على رغم نجاح بلدان منطقة آسيا والمحيط الهادي في احتواء التأثيرات الاقتصادية لنازلة فايروس كورونا الجديد العام الماضي؛ عاد معظمها إلى الإغلاق، والقيود الاحترازية... وبالضرورة إلى البؤس الاقتصادي الذي لم تكن تتوقع أن يدهمها. ومن سول في كوريا الجنوبية إلى سيدني، ثم بكين، فمانيلا اضطرت السلطات إلى فرض الإغلاق أخيراً. وقال البنك المركزي الأسترالي أمس إنه مع بقاء ثلثي عدد السكان في منازلهم، جراء الإغلاق في سيدني، وملبورن، وبريسباين؛ انخفض الإنفاق الاستهلاكي بنسبة 15%. وأعلنت الصين أن احتمالات نموها الاقتصادي تقلصت بسبب عودة الفايروس، وانتشاره في نصف عدد محافظات البلاد، ومهاجمته مدناً كبيرة، منها بكين ووهان. وتقطعت سلاسل الإمداد في فيتنام وتايلند بسبب استشراء الفايروس. وأعلنت المصانع التي تنتج السلع التي تحمل شعاري شركتي نايكي وأديداس إغلاق أبوابها جراء الوباء. ويعني ذلك أن هاتين الشركتين ستخرجان من موسم البيع الصيفي بلا مكاسب. ويثير ذلك احتمال أن تكون لهذا الانقطاع في سلاسل الإمداد تأثيرات في أرجاء العالم كافة، إذا تم تأخير إرسال الصادرات فترة أطول. وبدلاً من أن تكون ألعاب أولمبياد 2020 سوقاً للبضائع اليابانية، جاء تفشي سلالة دلتا المتحورة وراثياً ليفرض إعلان حال الطوارئ الصحية في العاصمة طوكيو، وليمنع عشاق الألعاب من حضور المنافسات الأوليمبية. وارتفع عدد الحالات الجديدة في طوكيو الخميس الماضي إلى 5042 إصابة جديدة. وفي كوريا الجنوبية، تعيش العاصمة سول وضعاً أشبه بالإغلاق الكامل. ولا يسمح لأكثر من شخصين بالتلاقي بعد السادسة مساء. وفيما يصل عدد إصابات كوريا الجنوبية منذ بدء النازلة 205 آلاف إصابة، فإن 30% منها جاءت خلال الشهرين الماضيين. وحلت بلدان جنوب شرق آسيا محل أمريكا اللاتينية، باعتبارها الأسوأ تضرراً من النازلة. وتتصدر بلدانها إندونيسيا، التي تجاوز عدد وفياتها الأسبوع الماضي 100 ألف وفاة بالوباء. وحذرت جمعيات تجارة الأحذية الأمريكية أمس الأول من أن تدهور الأزمة الصحية في فيتنام وتايلند يهدد بانقطاع وارداتها من هناك، ما سيهدد بالتالي ذروة مبيعاتها الصيفية المعتادة. ولذلك قرر الرئيس الأمريكي جو بايدن التبرع بفائض اللقاحات الأمريكي لفيتنام، وبنغلاديش، وإندونيسيا. أما في الهند فليس هناك مكان في العالم يظهر فيه تأثير الموجة الوبائية الثانية أكثر من الهند. فقد أعلن صندوق النقد الدولي الشهر الماضي أنه خفّض تكهناته بشأن نسبة النمو الاقتصادي الهندي خلال ثلاثة أشهر فحسب من 12.5% إلى 9.5% خلال السنة المالية المنتهية في مارس 2022. أستراليا.. من إغلاق إلى إغلاق على رغم الإغلاق المشدد في سيدني؛ فإن عدد الإصابات الجديدة آخذ في الزيادة يومياً. وقالت حكومة مقاطعة نيو ساوث ويلز أمس إنها سجلت 262 إصابة جديدة خلال الساعات ال 24 الماضية. وأعلنت سلطات مقاطعة فكتوريا، أن عاصمتها ملبورن ستخضع للإغلاق السادس منذ اندلاع نازلة فايروس كورونا الجديد. ويصل عدد السكان الخاضعين للإغلاق حالياً إلى نحو ثلثي سكان أستراليا. ويرى المراقبون أن تفشي سلالة دلتا المتحورة وراثياً يمثل أكبر تحدٍّ تواجهه سياسة الحكومة الأسترالية الرامية إلى النزول بحالات كوفيد-19 إلى الصفر. وتقوم تلك الإستراتيجية على إغلاق الحدود الدولية، وفرض الإغلاق، وتكثيف الفحوص، وتطعيم السكان. بيد أن محاولات التطعيم تسير ببطء شديد؛ إلى درجة أن أستراليا لم تتمكن حتى الآن من تطعيم أكثر من 25.5% من سكانها. وأعلنت أستراليا أمس (السبت) أنها قررت منع المقيمين من الأجانب في أراضيها من السفر للخارج، بدعوى تخفيف العبء على فنادق العزل الصحي التي تدفع الحكومة تكلفة استئجارها لهذا الغرض. وسيبدأ العمل بمنع سفر المقيمين اعتباراً من 11 أغسطس الجاري. وتقول الحكومة إنها ستراعي الحالات الاستثنائية من منع السفر، كالسفر للعلاج غير المتاح في أستراليا، أو ظروف مرض ووفاة الأقارب. ولا تزال الحدود الدولية الأسترالية مغلقة منذ العام الماضي. ولا يسمح بدخول أي زائر سوى المواطنين والمقيمين وعائلاتهم. وهؤلاء يتعين عليهم عزل أنفسهم صحياً في فنادق حددتها الحكومة، لمدة 14 يوماً.