تأييدا لقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، عمت شوارع البلاد موجة من الاحتفالات الشعبية الليلة الماضية، وخرج الآلاف من التونسيين للتعبير عن فرحتهم بإنهاء حقبة جماعة «الإخوان» وترحيبهم بقرارات تجميد أعمال وصلاحيات البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه، وإقالة الحكومة وتوليّ الرئيس السلطتين التنفيذية والقضائية. وقد انتفض الآلاف إلى الشوارع والساحات العامّة، رغم حظر التجوال الليلي الذي تفرضه السلطات بسبب تفشي وباء كورونا، وأطلقوا العنان لأبواق سياراتهم وأشعلوا الألعاب النارية، وتعالت الزغاريد والهتافات من شرفات المنازل. ولم تمر دقائق على الإطاحة بحركة النهضة، حتى توافدت الحشود إلى محيط مقر البرلمان الذي شهد مواجهات بين الشرطة ومحتجين طالبوا باستقالة المنظومة الحاكمة وحل البرلمان للاحتفال بتحقق مطالبهم، وتدفق الناس على الشوارع الرئيسية ولوحوا بقبضات أيديهم في الهواء ابتهاجا وفرحا. وكان التونسيون في توزر والقيروان وسوسة انتفضوا أمس (الأحد) ضد حركة النهضة، وأحرقوا أعلامها ونزعوا لافتاتها. وهتف المحتجون مطالبين برحيل الإخوان وزعيمهم في تونس راشد الغنوشي، وإسقاط النظام، وحاصروا مقر النهضة في تونس تعبيرا عن غضبهم من سياسة الحركة وأدائها في إدارة شؤون البلاد، ورفعوا شعارات تطالب بخروجها من الحكم، من بينها «ارحلوا سئمنا منكم»، وأخرى مناهضة لزعيمها، وهتفوا: «يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح»، و«الشعب يريد إسقاط النظام». كما قام أحدهم باقتلاع اللافتة الخاصة بالحزب وإسقاطها، وسط تصفيق حار وفرحة عارمة من الحاضرين. وفي مشهد يعكس زيادة الغضب والاحتقان تجاه «الإخوان»، اقتحم محتجون في محافظة توزر، جنوب البلاد، مقر حركة النهضة وقاموا بإحراقه وإتلاف محتوياته.