شكلت الكوادر النسائية العاملة في الحج حضورا لافتا على مختلف الأصعدة أمنيا وإنسانيا وتنظيميا. وجاءت مشاركة المرأة امتداداً لنشاطاتها على مدى السنوات الماضية، وبرزت مهمات المرأة في حج هذا العام في قطاعات وزارة الداخلية كأمن الطرق والدفاع المدني والجوازات والأمن العام بمختلف مديرياته وقطاعاته. وشاركت المجندات في التنظيم والتفتيش والرقابة والمتابعة الميدانية والترجمة واستقبال البلاغات وغيرها من المهمات، كما شاركن في مهمات الدفاع المدني كمفتشات السلامة للوقوف على المخيمات، والتأكد من متطلبات الوقاية والحماية من الحريق، والتثبت من الإنشاءات وطفايات الحريق والتمديدات الكهربائية، والإشراف الوقائي في الحج عبر مراقبة متطلبات السلامة والأمن وتلقي البلاغات على مدار الساعة، والتعامل مع الحالات الطارئة كافة. وفي أمن الطرق عملت الكوادر النسوية السعودية في مهمات التفتيش على قائدات المركبات وتحرير الإجراءات الإدارية والتثبت مما يخص العابرات لمراكز الضبط الأمني، فيما عملت مجندات الجوازات على إنهاء إجراءات ضيوف الرحمن. وشاركت مجندات قوة أمن المسجد الحرام لأول مرة في موسم الحج مع أقرانهن من الرجال لتنظيم حركة المصلين والمعتمرين داخل المسجد الحرام وأداء مهمات أمنية وإنسانية في الحرم الشريف، إذ تولين حفظ الأمن والنظام وإعانة المحتاجين وتقديم المساعدة، إلى جانب عمليات الإرشاد وتسهيل الحركة والتنقل، ومتابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية والمتابعة الأمنية لكل ما يخص الجانب النسائي في الحرم. وفي مركز البلاغات الموحد 911، كانت المشاركة النسائية تنطق بعدة لغات في استقبال البلاغات وتحويلها والمشاركة في أعمال المراقبة الأمنية وإنجاح موسم الحج. ودعمت حكومة خادم الحرمين الشريفين حضور المرأة في مختلف المجالات، ومكنتها في السلك الأمني لتكون شريكة في صناعة التحول الذي تشهده المملكة انطلاقا من رؤية 2030، التي أكدت «أن المرأة تعد عنصرا مهما من عناصر قوة المملكة، وستستمر في تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة لها لبناء مستقبلها والإسهام في تنمية المجتمع والاقتصاد بتوفير العوامل التي تساعد على تمكينها، من إرادة سياسية، وإمكانات اقتصادية، ووعي مجتمعي بأهمية دور المرأة في التنمية».