أكتب مقالتي هذه في يوم مسيرة الأعلام أو يوم القدس، وفق التقويم العبري، إذ تعتبر مسيرة الأعلام هي احتفالية أقيمت في أول الأمر مع احتلال إسرائيل للقدس الشرقية 1967. هذه المسيرة تتجدد كل عام، ومع الأوضاع الحرجة عدلت إسرائيل المسار خشية من تجدد الاشتباك والقصف مع حماس التي دعت -في المقابل- أهالي القدسالمحتلة إلى النفير العام؛ لمواجهة مسيرة الأعلام، والرباط في المسجد الأقصى، معتبرة أنه يوم غضب وتحدٍّ للمحتل. نتائج هذه المواجهة ستحدث بعد ساعات من كتابة هذه المقالة، وأتوقع أنها شرارة تجديد القصف المتبادل، اذ احتدمت المواجهة. والتوقع نتاج تغير رئيس الوزراء الإسرائيلي، فلم يمضِ يومان على فوز نفتالي بينيت الذي أصبح رئيس وزراء لدولة إسرائيل بعد تشكيل حكومة ائتلافية خلفاً لرئيس الوزراء نتنياهو، الذي انتقل للمعارضة مع تأكيده أن الحكومة الجديدة ستسقط خلال أيام. و(بينيت) يعتبر من أشد المعارضين لقيام دولة فلسطينية. وكان فوز (بينيت) بصوت واحد فقط، وهذا ما جعل نتنياهو يراهن على إسقاط الحكومة الجديدة كون جبهة المعارضة قوية جداً. ويمكن توقع نتائج مسيرة الأعلام (احتفالية الشعب الإسرائيلي) والنفير العام (دعوة حماس) هي المعركة الأولى بين نتنياهو والرئيس الجديد (بينيت) الذي لن يتهاون في أول مواجهة مع حماس. وأي احتدام في الميدان ربما يقود حماس لإطلاق صواريخها، وأتمنى أن لا يحدث ذلك؛ لأسباب عدة: أولها أن المواجهة الأخيرة قضت على قطاع غزة مسببة شللاً في حياة الناس، وأن المطالبات بإعمار القطاع لاتزال (متجلطة)؛ لعدم إقبال الدول على ذلك، وأي نشوب لحرب سيقضي على رغبة الدول التي وعدت بالمشاركة في الإعمار. أقول أتمنى أن لا تحدث المواجهة - بعد ساعات- لأن الرئيس الجديد يريد أن يثبت قوته وحرصه على حماية إسرائيل، وهذه الرغبة في حد ذاتها كفيلة بضعضعة قطاع غزة تماماً. وكان من المتوقع أن تتحدد الفصائل الفلسطينية بعد المواجهة الأخيرة إلا أن رغبة حماس أن تظل متفردة بقرار المقاومة يؤدي إلى الانقسام بين الفصائل، ويسهم في إبقاء كل فصيل على حدة في صياغة وجوده، وهي الصياغة التي تكاد تقضي على الوحدة الفلسطينية لتنافر القيادات ورغبة كل منهم أن يفعل ما يشاء، وهو الفعل الخطأ الممارس في كل حين.