كتب طارق السويدان أحد رموز تنظيم الإخوان في الخليج العربي تغريدة ملغومة يرجو فيها «الكرام في السعودية الغالية تزويدنا بما يتم عندهم لدعم فلسطين وإعادة إعمار غزة» ووصف السعودية بأنها دوما «رائدة العمل الخيري في الأمة» ! طبعا يعرف السويدان أن التبرعات الخيرية في السعودية حصرت في قنوات رسمية للحد من وصول الأموال إلى الجماعات الإرهابية بعد تجربة مريرة مع فوضى جمع التبرعات وخداع «الكرام»، وبالتالي فإن أي دعوة من هذا النوع هي دعوة للسعوديين والمقيمين على ترابها لمخالفة القانون ! والسؤال ليس عن صفة السويدان في توجيه مثل هذا الطلب، بل في من تمثل ضمير المتكلم في «تزويدنا»، فباسم من يتكلم ولمن يجمع التبرعات ؟! والسعودية حكومة وكراما لم تتأخر يوما في مد يد العون لأشقائها العرب والمسلمين وهي بالفعل رائدة العمل الخيري في الأمة كما وصف مستجديا، لكن مساعداتها الحكومية والشعبية باتت تتم اليوم عبر قنوات نظامية تضمن وصول المساعدات لمستحقيها وتحقيق أهدافها في الإعمار، بدلا من أن توضع في أكياس تملأها الثقوب ! والسعودية لا تنتظر دعوة من حكومة أو منظمة، ولا تغريدة من شخص حتى تضطلع بمسؤولياتها الإنسانية تجاه أشقائنا في فلسطين وغيرها، فأعمالها تسبق أقوالها في المساهمة في تضميد الجراح والبناء والإعمار، ومشاريعها الإنمائية في اليمن والعراق وسورية ولبنان وفلسطين التي دمرتها الحروب ونهشتها الميليشيات الإرهابية شاهدة على دورها رغم الجحود والنكران الذي يبدر من بعض المحسوبين على التيارات والتنظيمات السياسية والمحكومة بعدائها الإيدلوجي أو الأشخاص السذج المغرر بهم بسبب الدعاية الإعلامية الكاذبة التي لم تتوقف يوما عن استهداف المملكة ! باختصار.. «الكرام» يريدون أن تصل مساعداتهم إلى الفلسطينيين لا المتاجرين بقضاياهم ودمائهم وأرواحهم !