فيما يحبس العالم أنفاسه ترقباً لسقوط الصاروخ الصيني «التائه»، الذي أطلق الخميس الماضي، رجحت وزارة الدفاع الأمريكية أن يسقط الجزء الأكبر من حطامه على الأرض (السبت أو الأحد). وأكدت أنه لا يمكن تحديد المكان الذي سيسقط عليه الحطام إلا قبل ساعات قليلة من سقوطه، وأنه قد يشكل تهديدات محتملة لسلامة الرحلات الفضائية ومجال الفضاء. ويتم الصاروخ جولة كاملة حول الأرض كل 90 دقيقة، كما تظهر مواقع ترصد مسار وحركة الصاروخ حول الأرض. ويتخطى حجم الصاروخ 10 طوابق ويزن 23 طناً، مندفعا نحو الأرض في طريق عودته من الفضاء، بحسب ما أعلنت صحيفة «نيويورك تايمز». وقالت: سواء كان الصاروخ سيسقط في المحيط بشكل غير ضار، أو يؤثر على الأرض إلا أن السؤال لماذا سمح برنامج الفضاء الصيني بحدوث ذلك - مرة أخرى؟ الإجابة لا تزال غير واضحة. وبالنظر إلى جدول عمليات الإطلاق المخطط للصين، فمن الممكن حدوث المزيد من عمليات عودة الصواريخ غير المنضبطة، التي تسقط على الأرض في السنوات القادمة. ونفذ برنامج الفضاء للصين سلسلة من الإنجازات الرئيسية في رحلات الفضاء في الأشهر الستة الماضية، بما في ذلك إعادة الصخور من القمر ووضع مركبة فضائية في مدار حول المريخ. ومع ذلك فإن عدم التحكم في مسارات الصواريخ التي تطلقها لا تزال تشكل خطراً على الناس في جميع أنحاء الكوكب حتى ولو كان ضئيلاً. من جهته، قال جوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في مركز الفيزياء الفلكية في «كامبريدج ماساتشوستس»، والذي يتتبع مجيء وذهاب الأجسام في الفضاء: «أعتقد أنه إهمال منهم وعمل غير مسؤول». ولفت إلى أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، رفعت الصين مراحل الصواريخ بهذا الحجم إلى المدار وتركتها تسقط في مكان ما بشكل عشوائي. وبالنسبة إلى هذا الصاروخ Long March 5B، يمكن أن يسقط في أي مكان بين خط عرض 41.5 درجة شمالاً وخط عرض 41.5 درجة جنوباً. وهذا يعني أن شيكاغو، الواقعة على مسافة جزء من درجة شمالاً آمنة، لكن المدن الكبرى مثل نيويورك يمكن أن تتعرض للحطام. وتتبع كل من قيادة الفضاء الأمريكية ووكالة الفضاء الروسية قلب الصاروخ. وأفاد بيان روسي بأن الصاروخ «لن يؤثر على أراضي الاتحاد الروسي». بينما وعدت قيادة الفضاء الأمريكية بتحديثات منتظمة قبل عودة محتملة. وسبق أن حدثت أكبر سلسلة من الحطام الفضائي على الأرض عندما تحطم مكوك الفضاء كولومبيا فوق تكساس في عام 2003 بعد عودته إلى الغلاف الجوي في طريقه إلى فلوريدا، ولقي رواد الفضاء السبعة الذين كانوا على متنه مصرعهم، ولكن لم يصب أحد على الأرض إذ سقط 85 ألف رطل من الحطام على مناطق قليلة السكان.