إعادة فتح السفر الدولي لا يعني أن السياح يمكنهم أن يحزموا حقائبهم وينطلقوا في إجازاتهم الصيفية المعتادة، فغالبا سيجدون أن معظم الدول ما زالت توصد أبوابها في وجه القادمين إليها أو تفرض عليهم قضاء أوقات طويلة في الحجر الصحي، ولا أظن أن سائحا ينشد الاستجمام ومتعة السياحة والتسوق سيجد متعة في الاحتجاز في غرفة فندقية لا يغادرها لمدة أسبوع أو أسبوعين، أو الاستمتاع بالسياحة في مدن تغلق أسواقها ومطاعمها ومقاهيها عند حلول المساء في نفس الوقت الذي اعتاد فيه بعض سياحنا الخروج من غرف فنادقهم ! فعلياً فتح السفر سيستفيد منه بالدرجة الأولى أصحاب المصالح الخاصة ممن يحتاجون للسفر لإنجاز أعمالهم التجارية أو رعاية مصالح استثماراتهم والعناية بممتلكاتهم العقارية في الخارج، أما السياحة فخياراتها محدودة والحكمة تتطلب الحذر في وقت ما زالت الجائحة تقبض فيه على خناق العالم ! الحكومة الآن أتاحت للمواطن السفر كخيار شخصي وفي نفس الوقت جعلت تبعاته مسؤولية شخصية للمسافر، ففرضت تأميناً يغطي النفقات الناشئة عن آثار الجائحة عند السفر ومنها تأمين الرعاية الصحية والسكن الطارئ والإجلاء ونقل الجثامين لا قدر الله، وهو قرار صائب كنت أشرت إليه عندما دعوت لفتح السفر أمام المواطنين مع ترك خيار تحمل المسؤولية لهم، فحينها لم يكن منطقيا السماح للأجانب بالسفر من وإلى السعودية بينما يحرم منه المواطن ! باختصار.. فتح السفر متنفس لأصحاب المصالح والحاجات، لكن ما زالت السياحة تنتظر أن يتنفس العالم !